ذهابٌ آخروإيابٌ آخر.
**

جميعُهم نظرٌ أبعد
قائمون على خدمة تائه واسترضائه
بعضهم صار مروحة مخفّفاً من سطوة الحرّ
بعضهم صار خزانة تحفظ أشياءه
بعضهم صار نقوشاً تُذكِّرُ أنّ الحياة فنّ
والذي يُفسح للمرور، للطيور
للسماء الزرقاء الثمينة
والذي صار هاتفاً لئلاّ تقتله العزلة
والذي صار سريراً يسهر لراحته
من إنكسارِ ظهرِه.
**

محاولة بالعضّ
أدواتُ إنتاج محطّمة
المشهدُ غيره في كلِّ حقبة
والكسور كثيرة أيضاً
في رأسِ الدم.
**

يكذب من يقول
أين بلغ الجرح؟.
**

الدرسُ لا ينتهي
وكم سنحتاجُ للحظِّ
الحظّ السيىء ثلثاه الإهمال
والمجنون يقول أنّه العاقل.
**

باردٌ كالثلج
عاقل وحكيم.
**

الأرض تدور
والمغزل يدور.
**

من يتّكىء
إلى خريطة مثقوبة
سيقع من الثقب.
**

«ثلاثة:
الإله «لسان»
الإله «يهوه» والإله «بلال»
وهبَ الإله لسان سكّانَ الأرض لغة
ليتفاهموا بها
علِمَ الإله يهوه
واستاء من أبعاد وحدة اللغة بين الناس
من إمكان اكتسابهم لقدرات هائلة
جرّاء هذه الوحدة
واعتقاداً راسخاً أنّ طريق التفاهم بين الناس
كما تقول الأسطورة العربيّة
ستجرّ إلى كثير تعاون وتناغم وتكاتف وتكافل
وكنتيجة قد ينادون بإستقلالهم عن سطوته عليهم
انطلق قاصداً الإله بلال ـ إله البلبلة
مستغلاً تناقضه مع الإله لسان
وحرّضه عليه، فبلبل ألسنة الناس
وهم من كلّ جنس ولون
ولكن بعد صراعٍ مرير مع الإله لسان
نتج عنه ضعف الإلهين..
وساد يهوه عليهما، كما ساد على الناس
بمقدار ما تفرّقوا»
**

كأنّما ليقع الآخر
في فخّ الحيرة أيضاً.
**

سيأتي يوم
وستؤخذ منك عيّنات
أنت الآن، قل مثلاً، مقدّس
وكم من مقدّس
ذبُل أخيراً أو جفّ
بعد أن ذبلت أو جفّت حكايته
وانتهى إلى متحف
ومن العيّنات
سنعرف إذا الوفاة
طبيعيّة
كانت
أم بالسمّ؟.
**

كلُّ ما يلجأ إلى مغارة قلبه
وكلٌّ، بعدُ، وكثيراً، في غربته.
**

"أبوه النهر وأمّه حوريّة
ولِد آيةً في الجمال، حذّره العرّافون
أن لا يقترب من النهر إذا أراد أن يعيش ويعمّر
ولجَمالِه تحلّقتْ حوله حوريّات وبشريّات
وأحبّتْهُ الحوريّة "آيكو" ولم يبادلها المشاعر
شكَتْه لـ "أفروديت" التي لعنتْه بأن ينظر إلى نفسه
أغراه عدوٌّ لكي يشرب من النهر وتحدّاه
وراهنَه أنّه لن يستطيع
واقتربَ من النهر ورأى على صفحة الماء
أجمل ما رأته عيناه
ووقع في حبّ نفسه
أدمنَ النظرَ إلى ذاته
ويوماً، وهو مفتتن
سقطَ في بحيرةٍ وغرِق
وحيث غرق نبتتْ زهرةُ النرجس
وجاءت الحوريّات
فوجدن البحيرة مستودع دموع مالحة
وسألنها فقالت
كما في الأسطورة اليونانيّة:
«أبكي على نارسيس».
**

وقال عالِمٌ
أنّه باكتشافاته
إنّما ليعرف كيف يعمل
عقلُ الله
لم يعثر عليه
في الفلك
وأكّد أنّه لا بدّ موجود
في رأسه
ولكن في أيّة خليّة؟
اخترع خوذة الكترونيّة
سمّاها «خوذة الله»
مهمّتها معرفة الخليّة المعنيّة
تركيبها الكيميائي
الفيزيائي
وآليّة عملِها.
**

ما ارتفع صوت
إلاّ شبهة جاهليّة.
**

ما أكثر الدوائر
وما أقلّ الرؤوس.
**

«الإنسان
أنشأ كلباً من ذئب
بحقبة 15 ألف سنة
فانظرْ ماذا للطبيعة أن تنشئ
بمليار سنة».
**

الكسوف والخسوف
أخيراً من مظاهر الفرجة.
**

من يصرّ على خريطة مثقوبة
سيضلّ أكثر إلى الثقبِ الأسود.
**

لا صيد
أسهل من صيدِ
الكسالى.
**

الإمبرياليّة
لا تمنح أوطاناً
ذات سيادة
بل
كانتونات
للإبادة.
**

لم يولد من قضى ورجع
ليخبرنا بكلّ تلك التفاصيل.
**

المتردّد
ينتظر خلف الأبواب.
**

الوقوف
على قدمين
يحتاج إلى رأس.
**

أغمض عينيه
اختفت الشمس
فتحهما
ها هي
في كبدِ السماء
أغمضَهما
اختفتْ
فتحَهما
ها هي
في كبدِ السماء
أغلقهما
اختفت.
**

الناس
ليسوا حجارة
وفي أحيان
هم.
**

يريد منّا
أن نصبَّ جامَ غضبنا
على الذين كانوا يقتلون
دزّينةً من مدنيّيه
إنتقاماً لمقتل كلّ نازي
وشخصيّاً لستُ بحاجة
إلى من يحثُّني
لأستنكر
أنا يُقتَلُ منّي مئة مدني
لا دزّينة
إنتقاماً لمقتل كلّ
نازيّ جديد.
**

مئات ألوف السنين انقضتْ
ولا يزال بإنتظاركم لكي تنظروا
وتعلموا كم صرتم جميلين.
**

لا يعلم المعوجَّ فيه
من يجهل حقيقة ذاته.
**

لا يُسرُّ المشعوذ
مثل التشكيك بالعِلم.
**

هذا الإنفجار
خارج إرادة الناس
إنّه نتاجُ يأسِهم.
**

«للسفينةِ ربّان
لكنّها لا تمخر البحرَ
من دون طاقم»
**

«بلا قيمة
كلُّ قلم لا يعبِّر
عن الألم».
**

الدين ملجأ المجروحين
القوميّة غضب الطبقة الوسطى
الشيوعيّة وردة الضمير الحمراء
والحظّ هو العُشر الأخير للفوز.
**

لا أحوج
إلى طبيب نفس
مِن مطمئنّ.
**

عصفور
عندَ أعلى شجرة
سبقَ بأثَرِه على صيّاد
وطار «زيك زاك»
كأَنَّما هو يرقص.
__
* لبنان/ أستراليا