التقيت اليوم بصديقة أنصت لها بدقة كلما تصادفنا. أخبرتني عن صديق مشترك قطع عمله الذي تحصّل عليه بعد جهد جهيد في دولة مجاورة وعاد ليعتني بوالده في مرحلة متقدمة من مرض صعب. حدثتني عن تدفئة غرفة وإمكانية التقاط مباريات يحبها الأب مع تغذية كهربائية وشبكة إنترنت شبه معدومتين.التمعت عيناها وهي تصفه.
تصف من تحب.

صفوان داحول ـ «حلم» (طباعة عالية الجودة على ورق قطني ـ 2011)

والتقيت أمس بصديق ممثل حدّثني عن صديق ممثل آخر من بلد آخر كانا يسكران في ذلك البلد خلال تصوير مسلسل ديني. حدّثه الممثل الآخر عن امرأة التقى بها هنا في زيارة لمدينتنا دامت خمسة أيام فقط قبل خمس سنين.
وصف لي صديقي التماع عينَي الممثل (الغريب) وهو يصف امرأة مدينتنا.
لم يعرف أنني أنا أيضاً أحببتها قبل تلك الأيام الخمسة بسبع سنوات.
مشيت اليوم في شارع بغداد قرب الثانية بعد الظهر.
مشيت بعكس اتجاه السير عائداً من نصف المدينة الذي قضيت فيه نصف حياتي الأول إلى نصفها الثاني.
وعند مقبرة الدحداح، على جدارها الحجري بكلماته المغبشة في الدخان والشمس والغبار، على ذلك الجدار ثبت رأسي لبرهة حتى غامت الصورة.
غامت ثم أضاءت ورأيت وجوه من أحب ومن ناموا هناك إلى اليوم الموعود.
قمت بذلك بحركة غريبة تشبه الصدفة وما لا يفسر.
عاودت بعدها المشي ولم ألتق بأحد أعرفه بقية الطريق.

* دمشق