قلقي الوجوديُّ العظيمْ
لا القدسُ.. لا حيفا ولا يافا الجميلةُ
خفَّفتْ منهُ..
ولا المدنُ/ النساءُ
ولا شوارعُها / الغيومْ
قلقي مقيمٌ ها هنا وأنا مقيمْ
وكأنَّ ضوءَ اللهِ في قلبي
وشبهَ حمامةٍ روحي تحومْ

■ ■ ■

مهما تخفَّيتَ
فسوفَ تدلُّ عليكَ دموعُ المكانْ
ومهما رشوتَ الطريقَ
لتحملَهُ فوقَ ظهركَ
فسوفَ يدلُّ عليكَ دمُ الأقحوانْ

■ ■ ■

كمستسلمٍ لنسيمٍ يهبُّ على جمرةٍ
في الأصابعِ بوحَ الندى تذرفُ
حشدتُ من الشِعرُ ما ليسَ أعرفُ أو أعرفُ
ولكنَّ جيدَ الغزالةِ -يا للخسارةِ- ليسَ يُنالُ
وليس يقالُ ولا يوصفُ
أطفأ الليلُ قنديلَهُ
والمجازُ على حالهِ...

■ ■ ■

لن يكفي الشاعرَ عمرٌ واحدْ
قد يحتاجُ إلى حيواتٍ أخرى
كي يتسكَّعَ في بلدانِ رواياتِ الحُبِّ
ويكتبَ مرثيَّةْ
لحبيبتهِ الأولى المنسيَّةْ
ويبحثَ عن فمها في الفجرِ البحريِّ
وفي أبعدِ كوكبْ
يحتاجُ الشاعرُ ألفَ حياةٍ
كي يركضَ خلفَ امرأةٍ واحدةٍ
في كلِّ نساءِ الأرضِ
ولا يتعبْ

■ ■ ■

تهذي بأشعارِ لوركا كانتْ امرأةٌ
تقولُ للزنبقِ المحمومِ: خُذ شَغَفي
وخُذ دموعي التي في اليمِّ أنثرها
وخُذ أنينَ دمائي.. والأنينُ خَفي
ينسابُ شهدُ طيورِ الوردِ من رئتي
وتخفقُ النجمةُ الزرقاءُ في غُرَفي
خمسونَ عاماً على قلبي وما ارتفعتْ
فراشةُ القمرِ الفضيِّ عن كتفي

■ ■ ■

سيكونُ طائرُ نورسٍ أعمى
ينقِّرُ ذكرياتكِ في مدى الأفقِ البعيدِ
وخصلةٌ زرقاءُ تلمعُ في كتابِ الريحِ
يا فروغ فرخزاد الجميلةُ..
كانَ زهرُ الفُلِّ أزرقَ في قصيدتكِ الأخيرةِ
كانَ زهرُ القلبِ أحمرَ في كتابكِ
ناعماً ومجفَّفاً
وكأنهُ من ألفِ قرنٍ..
كانَ قبرُكِ في الغلافِ اللازورديِّ الأنيقِ
يضيءُ لي عينيكِ في ليلِ المجازِ
وزرقةَ الفُلِّ المحرَّقِ في العروقْ

■ ■ ■

تركتُ ورائي منكِ ألفَ زليخةٍ
لقَدِّ قميصٍ خيطَ من شَهوةٍ ودمْ
وجئتُ كأنكيدو لبابكِ حاملاً
حدائقَ قلبي.. قاضماً وردةَ الندَمْ
مُري نشوةً في الضلعِ حتى تقودني
إذا ثمرُ التفَّاحِ قادَ إلى الألمْ

■ ■ ■

مثلما جاءَ راحْ
زهرةُ البرتقالِ تفتِّحُ عينيهِ
تنذرهُ لهبوبِ الجراحْ
هو لم يقترفْ أيَّ ذنبٍ جميلٍ
ولم يكترثْ بعويلِ الرياحْ
مثلما جاءَ راحْ.

* شاعر من فلسطين