/ 1 /

عندما يحتضن السرير الخشبي جسدك الضئيل 
كم شجرة خضراء ترتجف في الحديقة؟ 

وأنت تنتقل بين غرفتين 
مارّاً بمكتبتك.. 
كم رواية تتحرك 
من مكانها على الرف؟

وأنت تشرب البيرة
وتشاهد مباراتك المفضلة 
تضع يدك تحت قلبك
مشجّعاً الإخضرار في الملعب
أتسلل إليك
حافية.. وفي يدي كتاب.
/2 /
مؤخراً أنا سريعة الحزن
وأشعر أن حضناً يهتزّ في داخلي
رائحة الخشب تقضم قلبي
زهرة الأوركيد.. كذلك
أتعمد ترك نوافذ سريرنا مفتوحة لعصفور سيسقط
وأنك لو قلت لي الآن «أحبكِ»
لبكيتُ طوال الليل كطفلة.

/ 3 /
لا أعرفك؛ ولكنني أريدك
لا أعرف أيّ شيء عنك
ولكن أنا المرأة ذاتها
التي استيقظتَ ذات مرة
ووجدْتَها في مكتبتك
تبحثُ عن كتاب.

أنا وأنتَ ننامُ داخل حقيبة
ثم نمدُّ أيدينا إلى ندف الثلج خارجاً..
كم يقشعرّ قلبانا للفكرة.
..
عشيّة الميلاد.. تملكتني فكرة أنك ستمرّ في باب توما
وأننا سنعرف بعضنا ببساطة
وأننا سننحني لنلتقط أصواتنا التي وقعت.
..

أفكر الآن بالغابة الموحشة
بذئبها الذي ينام واقفاً مستعيراً ساق امرأة
..

سيّدي..
حين يسقطُ السرير.. وترتفعُ لحظتها كلّ الأشياء في الهواء
حين يسقط عواؤُكَ
في مَسامي.

/ 4 /

كانت تستغرقُ أغنيتين حتى تستحمّ
وأغنيةً لتأكل.. وثلاثاً عندما تقبّله
كانت بارعة في تقليم الأغصان، وفي قشّ الأوراق اليابسة في مدخل الدار، وفي مسح المرهم على ظهره المتعب. 
لم تحب من هداياه سوى الراديو الصغير، وصندوق الموسيقا. 
كانت شاحبة بشكل جميل، وكان هو وحده يعرف أن في فخذها ندبةً مثيرة، يمسح عليها دائماً، ثم يسمح لها أن تناديه «بابا» وهما يمارسان الحب.

/ 5 /


ستائرُ النوافذ المطلّة
على البحر مالحة


يقولون إنّ قطيع الثيران 
لا يدوسُ البنفسجةَ 
عمداً. 


أزحفُ إلى الحبّ
كشجرةٍ مقطوعة.

/ 6 /


العبدةُ الجميلة
تحمل على ظهرها
حدبة.. كالنجمة

لها قلب صغير 
يحمل الحصى 
في مجرى النهر..

على طول ظهرها
خطُّ وبرٍ حزينٌ
وجميل

على ساقها ندبة 
وفي قلبها
يرتجفُ غصنٌ لعصفور

ترتدي ثوباً مهترئاً
رقّعته
بالتخيلات المدهشة

وفي صوتها
بينما تناديك: «سيدي»
طريقٌ حُرٌّ 
كالبكاء.

* شاعرة سورية