القاهرة | صارت مريم ملاك (17 عاماً ــ الصورة) أشهر طالبة في تاريخ الثانوية العامة في مصر. الشهادة التي يعتبرها معظم المصريين نقطة محورية في مسار مستقبل أبنائهم. ملاك التي تنتمي إلى محافظة المنيا في الصعيد، حصلت على علامة صفر في معظم مواد الشهادة الرسمية، وقرّرت اللجوء إلى وسائل الإعلام لضمان الحصول على حقها، لأنها كانت متفوقة في الصفين الأوّل والثاني ثانوي من جهة، ولأن «الصفر» درجة من المستبعد جداً الحصول عليها.
تحوّلت قصة مريم ملاك إلى قضية رأي عام، خصوصاً بعد إخضاعها لاختبار من قبل خبير خطوط، والتأكّد من أنّ الخط الموجود على الصفحة الأولى من ورقة الإجابة من الخارج يعود لها، بينما ذلك الموجود في الداخل ليس خطّها. هذا يعني أنّ أحدهم استبدل إجاباتها بأخرى لطالب كسول. للمرّة الأولى، فتحت القضية الباب أمام اعترافات العديد من المدرّسين بشأن حجم الفساد في «كونترول الثانوية العامة» حيث يجري تصحيح الأوراق مركزياً كل عام.
غير أنّ مريم ومناصريها أصيبوا بصدمة كبيرة عندما أكدت مصلحة الطب الشرعي تطابق الخط داخل الأوراق مع خط مريم في أوراق أخرى، وحفظت النيابة التحقيق. ظنّت وزارة التربية والتعليم أنّ القضية ستنتهي عند هذا الحد، لكن مريم واصلت نضالها الإعلامي، معلنةً أنّها ستلجأ إلى جهات خارجية. عندها، دخل الفنان محمد صبحي على الخط، وقال إنّه سيتكفل بمصاريف تعليمها في الخارج لو أرادت ذلك. كل الأصوات التي افترضت أنّ مريم ليست على حق لم تلقَ آذاناً صاغية، وسط انهيار تام لثقة الرأي العام بالمسؤولين الحكوميين وما يخرج عنهم من بيانات وتقارير.
وتصاعدت الأمور مع انتشار شائعة استقالة وزير التعليم محب الرافعي، ليقرّر إبراهيم محلب رئيس الوزراء مقابلة الفتاة، فيما أعلنت قناة «المحور» تنظيم اختبار على الهواء لمريم ملاك. هنا، شهدت القضية تطوّرات أكبر في ظل الغياب التام لأي حلول وسط، فإمّا أن تقبل مريم بالأمر الواقع وتعيد السنة الدراسية وتعترف بأنّها حصلت على الصفر، أو أن يستقيل وزير التعليم.