لدى بيعه في عام 2006، صدر حكم الإعدام على الـ«كارلتون» وعلى تاريخ حافل احتضنه بين جدرانه. الفندق الشهير الذي أطل طويلاً على الواجهة البحريّة لبيروت في منطقة الروشة، صمّمه المعماري البولندي كارل شاير، على نمط مغاير لنمط الفنادق مطلع الستينيات. لكنّه تحوّل إلى ركام الآن، إذ ستعلو مكانه ثلاثة أبراج سكنيّة ينتهي بناؤها العام المقبل. بين ركام الـ«كارلتون»، تبحث «جمعية أمم للتوثيق والأبحاث» عن آثار الزمن الضائع. إذ حصلت الجمعيّة على وثائق من أرشيف الفندق، ومن بينها تصاميم للوائح الطعام ولقسائم الموقف، وللإعلانات والملصقات الورقيّة... وها هي تطلق دعوة إلى المتخصصين في مجال الأرشفة الفنيّة لتوثيق تلك المقتنيات وحفظها. على صفحتها الفايسبوكيّة Hangar Umam، دعت «أمم» من يمتلك صوراً أو أفلام فيديو أو حتى ذكرياتٍ في الـ«كارلتون» إلى أن يرفد الجمعيّة بها في مهلة أقصاها 30 تشرين الثاني (نوفمبر)، على أن تصدر المادة المجموعة في كتاب أو تقدَّم ضمن معرض.
إلى جانب القيمة الفنيّة للأغراض المجموعة، نجدها تزخر بتاريخ المكان الذي شيّد عام 1960 وكان ملتقى للسياسيين ومسكناً للصحافيين ومعقلاً للمثقفين. شهد الـ«كارلتون» على محطات بارزة في التاريخ اللبناني من إدارة رئيس الجمهوريّة الأسبق الياس سركيس لمعركته الانتخابيّة انطلاقاً من إحدى طبقاته، وصولاً إلى تحصّن قيادات الحركة الوطنية فيه... ومن بين هؤلاء الأمين العام الراحل للحزب الشيوعي جورج حاوي، خلال الاجتياح لبيروت (1982)، إذ شهد الفندق الشهير انطلاقة المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.