لغز حيّر المارة قرب الحائط الموازي للطريق العام في الكرنتينا (بيروت)، على الجهة الخلفيّة لشارع مار مخايل. جدار عالٍ يحجب الرؤية، منع فضوليين كثراً من اكتشاف عوالم سريّة. طلاب قسم العمارة في «الجامعة الأميركيّة في بيروت» خاضوا رحلتهم الاستقصائيّة للإجابة عن سؤال «شو في ورا الحيط؟». كتبوا سؤالهم بالخط العريض على الجدار، ثمّ راحوا يستكشفون ما خلفه. هناك، بعيداً عن عيون أهل المدينة، ترقد بقايا محطّة القطار العتيقة في مار مخايل. كانت المحطّة تعجّ بضجيج المارّة في الخمسينيات والستينيات. الآن، تحوّل محيط سكّة الحديد إلى مرتع للأعشاب البريّة، والمقطورات الصدئة، والأشجار. بإشراف الأستاذين ناجي عاصي وهلا يونس، دخل الطلاب ورشة عمل مكثّفة، لتحديد أهمية هذا الموقع في التنظيم المدني لبيروت. وفي مدوّنة إلكترونية أنشأوها أخيراً، نشر الطلاب خلاصة مشروعهم. وضعوا خرائط ومخطوطات وصور تظهر مقوّمات المكان المعماريّة وتاريخه.
استكمالاً لقصّة المحطّة، جال الطلاب على طريق سكك الحديد القديم الذي كان يربط بين محطة رياق وعمان. ويلفت الأستاذ المشرف على المشروع ناجي عاصي إلى أنّ موقع محطة مار مخايل الاستراتيجي المتلاصق مع شبكة الطرقات، يجعل إعادة افتتاحها أو تأهيلها «وسيلة لحل الكثير من أزمات السير، أو تحويل الفضاء إلى حديقة أو مكتبة عامة». لم يعرض منفذو مشروع «شو في ورا الحيط؟» نتائج عملهم على أي جهة رسميّة... فمحطات النقل لا يمكنها منافسة الفنادق والمنتجعات على أجندة الوزارات السياحيّة.