في أحد السجون الإيرانيّة حيث تقبع بانتظار الرجم، لم تعرف سكينة أنّ صورتها أصبحت في كلّ مكان. وكالات الأنباء، والمواقع الإلكترونيّة، والصحف العالميّة، الكلّ يريد التضامن مع سكينة محمدي آشتياني (1967)... صورة السيدة الأربعينية المتشحة بشادور أسود، صارت بين ليلة وضحاها، أيقونةً إعلاميّة. قضيّة سجن سكينة تعود إلى عام 2005، وهي منذ ذلك الحين تواجه تهماً بالتورط في قتل زوجها، وبالزنا، وبإقامة «علاقات مع رجلين خارج إطار الزواج» بعد وفاة زوجها. صدر الحكم بإعدامها عن محكمة في تبريز عام 2006، عادت سكينة بعده لتنكر اعترافات سابقة، معلنةً أنها سحبت منها تحت التعذيب. إلا أنّ اعترافاً مصوراً غامضاً بثّه التلفزيون الإيراني الأسبوع الماضي عاد ليؤجج القضيّة. صورة السيّدة المغلّفة برداء أسود، وهي تمسك ورقة لتتلو اعترافها على الشاشة، هزّ كثيرين، من بينهم أدباء وممثلون وصحافيون وأصحاب نوبل. وعلى «فايسبوك» أيضاً، بلغ عدد المنضمين إلى مجموعة التضامن مع سكينة أكثر من 57 ألفاً خلال أيام.
صحيفة«ليبراسيون»الفرنسية خصصت ملحقاً بالسيدة الإيرانيّة، وبتداعيات قضيّتها. بدت الصحيفة الفرنسيّة كأنّها تنتظر حدثاً مأساوياً لتعيد فتح ملفّ حرية المرأة الأسود في إيران، ومعها «بي بي سي»، و«نيوزويك» والـ«غارديان»، ومجلّة الـ«تايم». الرئيس البرازلي لولا داسيلفا طلب من نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد ترحيل سكينة، لكنّ نجاد رفض، لأنّه لا يريد «الإثقال على البرازيل بأشخاص كهؤلاء» وفق تصريحات تناقلتها أمس وكالات الأنباء.
وفي هذا الوقت، وقّع عدد كبير من الفنانين والأدباء العالميين بياناً يدعون فيه إلى إنقاذ سكينة من الرجم. البيان الذي حمل نبرة الاسترحام، حمل تواقيع الروائية البنغلاديشية تسليمة نسرين، والمخرجة والرسامة الإيرانيّة مرجان ساترابي، والممثلة الفرنسيّة جولييت بينوش، والروائي التشيكي ميلان كونديرا، والمرشحة السابقة للرئاسة الفرنسيّة سيغولان رويال، ووزيرة العدل الفرنسيّة السابقة رشيدة داتي، والفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، وآخرين... وطالب الموقعون المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإنقاذ سكينة قائلين: «الرحمة لسكينة، الرحمة لإيران» مطالبين بالحفاظ «على شرف بلد عظيم، يتميّز بثقافة رائعة، لا يمكن اختصارها، في عيون العالم، بوجه امرأة مرجومة».