مشهد معتاد في صنعاء: عود، ومغنٍ، وجمعٌ تحلّق حوله بعد الغداء لمضغ القات والاستماع إلى أغنياته. كلماته من الشعر التقليدي اليمني العائد إلى القرن الرابع عشر، أمّا ألحانه ففنون عتيقة يخشى كثيرون اندثارها. «وبأجفانه رنا نحوي، وصوّب سهامه واعتنى، وصاب قلبي»، هكذا تقول إحدى الأغاني اليمنيّة الشهيرة عن الوقوع في الحب من النظرة الأولى. لكنّ قلّة من الشباب اليمني يرغبون في إتقان هذا الفن الذي يتطلب جهداً. كذلك فإنّ القنوات الفضائية المتزايدة وانتشار الإنترنت جعلا الأذواق في اليمن تبتعد تدريجاً عن الأغنية الصنعانية. كانت «الأونيسكو» قد أعلنت هذه الأغنية عام 2003 تحفة فنية للتراث الإنساني الشفهي وغير المادي. في ذلك الحين، تأسس «مركز التراث الموسيقي» في اليمن بهدف توثيق الغناء الصنعاني (الموشح الغنائي اليمني)، وتولّى تسجيل أكثر من 300 لحن مع كلماته. عازف الكمان عبد الباسط الحارثي، قائد «الفرقة الموسيقية الوطنية اليمنية»، قال لوكالة «رويترز»: «للأسف يجري هذا الجيل الآن وراء الفيديو كليب والأغاني الصريحة فقط... لا يوجد من ينقل تراثنا إليه». وبالفعل، فقد اندثرت بعض الآلات الموسيقية التقليدية اليمنية مثل الطربي أي العود اليمني التقليدي. والصحن، وهو آلة إيقاعية على شكل طبق معدني، أصبح على وشك الاندثار.