على مدى ثلاثة أيام (بدءاً من اليوم)، تنطلق ورشة عمل «صوفيات» تحت إشراف الشيخ زين محمود (الصورة) في «ماينوس وان» (التباريس). تركز الورشة في ثلاثة محاور هي: الإنشاد الصوفي والسيرة الهلالية والفولكلور المصري. خلف هذا المشروع، تقف مارلين جبر، منظّمة الحدث وصاحبة الفكرة. اهتمامها بهذا النوع من الأغنيات والمغنى حثّها على إطلاق هذه المبادرة، بغية تعريف اللبنانيين على هذا النمط الغنائي.

في اتصال مع «الأخبار»، اعتبرت أن الإنشاد الصوفي لا يكون عادة قريباً من الناس، فهم يترددون في إظهار اهتمام به، بما أنه يوضع دوماً في خانة دينية محددة. ورأت جبر في الشيخ زين محمود شخصية معاصرة، من شأنها تقريب الفن الصوفي من الناس. تعتبر مشروعها هذا بمثابة تجربة ثقافية. هنا، يخرج الفن الصوفي من إطاره الديني الإسلامي، ليصبح التركيز في ناحيته الفنية والموسيقية.
على مدى ثلاثة أيام إذاً، يهتم الشيخ بمشاركة الحاضرين خبرته ومعرفته بالغناء الصوفي والفولكلور مصري. سيتطرق الى ما يسمى بالمواويل القصصية أو السيرة الهلالية. هي عبارة عن ملحمة طويلة تغطي مرحلة تاريخية كبيرة في حياة بني هلال، مؤلفة من مليون بيت شعر. قصة أبو زيد الهلالي، تروي الحب والحياة والصداقة. تتناقل القصة في الأوساط الشعبية، فرواة السيرة هم من العامة وليس بالضرورة من المثقفين. ويرددها الحكواتي خلفاً عن سلف. من جهة أخرى، هذا النوع من الفولكلور ينقرض إن لم يوّرث، والشيخ من القلائل الذين ما زالوا ينقلونه. فالهدف هو إبقاؤه موجوداً للأجيال الجديدة وجعل الجميع يتقبلونه.
مع أن برنامج الورشة محدد، إلا أنّه لن يكون ثابتاً. يُفترض أن يجلس الشيخ مع المشتركين أولاً، من أجل النقاش حول ما يرغبون في تلقيه ودراسته خلال هذه الجلسات في ما يتعلق بالفن الصوفي. وبناء على هذا وعلى مستوى الأصوات وقدرتها، يأتي بالبرنامج النهائي.
ولكن من هو الشيخ زين محمود؟ ينتمي هذا المتخصص في الموسيقى الصوفية الى ما يسمى بالمدّاحين في مصر. غناء المديح تطور ببطء مع انتشار الصوفية في مصر. ومع الوقت، أصبح المديح جزءاً من الموسيقى الشعبية المصرية، يختص به أهل مصر الجنوبيون. اشتهر الشيخ بأداء الفولكلفور المصري والمديح الاسلامي، أسس مدرسة في بلاده خاصة بهذا، ثم انتقل الى مرسيليا في فرنسا. قبل الهجرة، كان تقليدياً جداً لجهة التعاطي مع الفن الصوفي والفولكلور. ولكن سرعان ما شعر بالرغبة في تحديث ما يقدّمه من موسيقى. وهو يعيش حالياً بين مصر مرسيليا حيث أسس «بيت الثقافة الشرقية».
أخيراً، ورشة العمل هذه تتوجه لجميع الناس، ولكن من الأفضل أن يكونوا ملمّين قليلاً في الموسيقى كي يفهموا أكثر المضمون وليستفيدوا منه بحسب المنظمة.
سيتضمن الحدث أيضاً Jamming sessions بعد كل نهار ورشة عمل ليلاً، بعد العاشرة، في مكان الورشة ذاته.

«صوفيات»: بدءاً من اليوم حتى 21 أيلول ـ Minus1 (التباريس ـ بيروت) ـ للاستعلام: 70/340950