هاني نعيم
ليس حلتبيس شاعراً تقليديّاً من شعراء المقاهي الثقافيّة، لكنّ قصّته تشبه قصص كثيرين. هو يُحب «بنتاً» لا تحبّه، حتّى إنها لا تلحظ وجوده. لا يستخدم حلتبيس مفردات صعبة في قصائده البسيطة: «حب الأذكياء/ حب المهابيل/ لكن حبي لك يا لميس/ لا شكل له ولا مقاييس/ حب ناعم مهضوم/ حب من سمسم وعسل وثوم» تصفه الكاتبة والناشرة رانيا زغير بأنّه «أيقونة حبّ».
حلتبيس انضم أخيراً إلى الشخصيّات التي ابتكرتها زغير عبر قصة «حلتبيس حلتبيس» التي صدرت عن دار «الخيّاط الصغير» التي أسّستها الكاتبة عام 2007. شخصيات هذه الكاتبة الحائزة «ماجستير» في علم النفس التربوي، هي نتاج أسئلة عالقة منذ طفولتها ومراهقتها، لم تحصل على إجابة عنها: الطبقيّة، الحب، الحرب، الخوف والعلاقة مع الجنس الآخر... رحلة بحثها بدأت منذ دخولها المدرسة التي «تمارس الإرهاب الفكري على أطفالنا» تقول زغير. خلال ثلاث سنوات، استطاعت رانيا أن تخرج من المجال اللبناني عبر ترجمة إصداراتها إلى لغات أجنبية كالإيطالية والألمانيّة، إضافةً إلى تحويل أحد كتبها إلى فيلم كرتوني باللغة الكوريّة. تقول مازحةً «أسعى الآن إلى ترجمة بعض الكتب إلى اللغات المنقرضة كالماويّة».
رانيا التي تحمل في جعبتها حتى الآن 27 كتاباً، تستمر في بحثها عن أجوبة لأسئلتها الوجوديّة: «كلّما بحثتُ، أحصل على أسئلة جديدة». وهذا ما قد يفسّر الطابع البيوغرافي الذي يغلب على كتبها، والابتعاد عن النبرة التعليمية، مع إضافة نكهة سُرياليّة إلى قصصها، تترافق مع إيقاع بصري جذّاب.