بغداد ـــ حسام السرايمرّ عيد الحب على أهل بغداد كنسمة صيف وسط عاصفة. خلال الأيام الماضية، بدا جلياً أنّ الاحتفال بيوم الـ«فالنتاين» سار في وجهة معاكسة لموجات الإرهاب ومحاولات وأد الحياة. في الأيام التي سبقت عيد الحب، زادت محلات الورود ساعات عملها. وشهد طرفا العاصمة العراقيّة الأثيرين، الكرخ والرصافة، رحلات تسليم وتسلم للباقات الملوّنة. هكذا، حوّل«فالنتاين» البغدادي بعض البيوت إلى قاعات احتفالات مصغرة، على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، رغم تصاعد الأزمات الأمنيّة والسياسيّة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعيّة.
عشيّة العيد، أسرّ إلينا سامي كيورك مدير مبيعات محالّ «البيت الأخضر» (ساحة المسبح) بأن «الإقبال على حجز باقات الورود كان مرتفعاً. نحن نشعر بالسعادة، ليس بسبب ازدياد إيرادنا المادي، بل لأن الناس يريدون أن يشعروا بالفرح». يرى كيورك أنّ «العراقي يريد الخروج من عزلته وتجاوز الصورة الأحاديّة التي ينقلها الإعلام عنه. نريد أن نحتفل بالحب كما يحتفل العالم أجمع...».
بعض المتاجر الأخرى، وهي ليست متاجر أزهار أساساً، استغلت المناسبة وراحت تعرض تنويعات مختلفة من الأزهار الطبيعيّة والاصطناعيّة، إضافةً إلى لوازم أخرى تخص المناسبة. وقد أخبرنا صاحب متجر «العلويّة» روز دانا نوزاد (ساحة الفردوس) أن محالّ بيع الزهور بقيت تستقبل الزبائن حتى التاسعة ليلاً، بفارق ساعتين أو ثلاث عن سهرات الأشهر الماضية.
أمّا الطالبة في «كلية الفنون الجميلة ـــــ مسرح» سهام أحمد فقالت وهي تدخل أحد متاجر الورود في ساحة كهرمانة وسط بغداد: «بعض زملائي في الجامعة وخارجها احتفلوا بهذه المناسبة في أعوام 2007 و2008 في وقت كانت فيه الأوضاع الأمنيّة مربكة جداً». من جهتها لفتت الكاتبة والإعلامية الشابة نور القيسي إلى أنّ «الاحتفاء بالحبّ لا يقتصر في العراق على يوم 14 شباط (فبراير)، بل هو احتفاء يومي بتجدد الحياة بين كل العاشقين في بغداد. نراه يرسم بسمة غريبة في عيوننا التي أرهقها الخوف والغربة».