تونس | كشف مدير مهرجان «أيّام قرطاج المسرحية» الأسعد الجموسي، صباح أمس خلال ندوة صحافية، عن البرنامج الكامل للدورة الـ 17 من المهرجان التي تنطلق غداً الجمعة وتستمر حتى 24 تشرين الأوّل (أكتوبر) بمشاركة تونسية وعربية ودولية مكثفة. للمرّة الأولى منذ تأسيسه في 1983، تتجه عروض أعرق مهرجانات المسرح العربية والأفريقية إلى خارج العاصمة التونسية، وبشكل مكثف في مناطق في الجنوب والشمال. افتتاح التظاهرة سيكون الأهم في تونس، إذ سينقسم إلى جزءين؛ الأوّل سمي «الافتتاح المسبق» (بين 9 و15 ت1)، ليكون الافتتاح الرسمي في 16 من الشهر نفسه في المسرح البلدي وسط العاصمة تونس.
البداية ستكون من الجنوب، وتحديداً من القرى البربرية في مدينة مطماطة (محافظة قابس) بعرض تونسي ــ إيطالي بعنوان «مرحلة 32». أما في مدينة قفصة، فستكون البداية بعرض تونسي ــ بلجيكي بعنوان «حكايات حكماء الصحراء»، فيما ستشمل العروض مدناً أخرى في الجنوب منها: مدنين، سوسة، صفاقس، جندوبة، القيروان وقابس.
الإنجاز الثاني الذي حققه الجموسي للمرّة الأولى في تاريخ المهرجان هو الانفتاح على الوسط الجامعي والمدرسي، لأنّه سيكون هناك سبعة عروض في الجامعات وستة في المعاهد الثانوية، على أن يتمكن كل طلاب المعاهد العليا للفنون من الدخول المجاني، مع برمجة خاصة لتلاميذ المدارس الابتدائية.
اختارت إدارة المهرجان الانفتاح على كل الأنماط المسرحية من خلال برمجة 31 عرضاً لمسرح العموم، وثمانية لمسرح الناشئة والشباب، وثمانية أخرى لمسرح الهواة، ومثلها للرقص المسرحي، إضافة الى سبعة عروض للحكواتي، و29 عرضاً عربياً، وسبعة عروض من أفريقيا، وسبعة من أوروبا، وأربعة لمسرح الشارع.
ويشارك في هذه الدورة مسرحيون من: مصر، لبنان، العراق، الكويت، فلسطين، ليبيا، الأردن، الجزائر، قطر، السودان، سوريا، المغرب، فرنسا، اليابان، بلجيكيا، روسيا، الدنمارك، ساحل العاج، الكونغو وبنين. وسيكون المسرح التونسي حاضراً عبر جيل جديد أثبت حضوره في السنوات الأخيرة، إلى جانب مراكز الفنون الدرامية والمسرحية، والمسرح الوطني، والمركز الوطني لفن العرائس، وهي المؤسسات التابعة للدولة. هذا فضلاً عن وجود توفيق الجبالي، أحد المسرحيين التونسيين المكرّسين الذي سيحضر بمسرحيته الجديدة «التبايع» (إنتاج الـ«تياترو»)، ونورالدين العاتي ودليلة المفتاحي المخضرمة التي ستقدّم «مر الكلام»، ورجاء بن عمار التي تعود بـ«السكاكن في الدجاج»، وحمادي المزي الذي سيقدّم «المسرحية». أما باقي الأعمال فهي للجيل الجديد الذي برز بعد عام 1990 بمقارباته الجمالية ومغامراته الفنية مثل: الأسعد بن عبدالله، حمادي الوهايبي، علي اليحياوي، صالح الفالح، غازي الزغباني، ليلى طوبال، رياض حمدي، صالح حمودة، سامي النصري ونزار السعيدي.
على صعيد المواضيع، تحضر تحوّلات المشهد الدرامي العربي والتجربة التونسية خلال السنوات الخمس الأخيرة، إضافة إلى الإسلام السياسي وقضايا الحرية والعنف والاغتيال والإرهاب. وستكون هذه الدورة أيضاً مرآة تعبّر عن تنوّع التجربة المسرحية في تونس. على صعيد متصل، اختار الأسعد الجموسي أن يكون موضوع الندوة الفكرية للمهرجان «المسرح وحقوق الإنسان» (19 و20 ت1).
ستهتم الندوة التي يشارك فيها حقوقيون ومسرحيون بدور المسرح في الوعي، وبالحقوق والحريات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للعاملين في القطاع المسرحي، وبإشكاليات حقوق التأليف. وستكون على علاقة بإعلان قرطاج لحماية حقوق المبدعين المعرضين للمخاطر الذي سيتم إعلانه في ختام الدورة.

«أيّام قرطاج المسرحية»: بدءاً من غد الجمعة حتى 24 تشرين الأوّل (أكتوبر) ــ في مناطق مختلفة من تونس.