لن تجد «ميكي ماوس» في انتظارك على مدخل «متحف عائلة والت ديزني» في مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا. المتحف الذي افتتح أمس، يستقبلك بصورة والت ديزني (1901 ـــــ 1966)، وهو لمّا يكمل بعد السنة الأولى من عمره. بعيداً عن حدائق ديزني الترفيهيّة التي تجذب ملايين الحالمين والأطفال من حول العالم، قررت ابنة مؤسس إمبراطورية الرسوم المتحركة، ديان ديزني ميلر، ومعها «مؤسسة عائلة والت ديزني» إطلاق مشروع يوثّق حياة مبدع «ميكي ماوس» و«بياض الثلج» و«دونالد داك» وغيرها من الشخصيات التي أعطت شكلاً مختلفاً للفرح. يجمع هذا المتحف شذرات متنوِّعة من حياة ديزني وأعماله. هنا، تسجيل صوتي ينقل نبأ وفاة الرجل عام 1966،وحوله مقالات افتتاحية ورسائل، وجّهت بعد رحيله، تقديراً لعطاءاته. يستهدف المتحف جمهور الكبار ممن شبّوا على أفلام ديزني الأولى، ويعيدهم إلى مراحل خفتت من طفولتهم.
هنا، سيرون أفلام رسوم متحركة تعود إلى سنوات نهضة «استديوهات ديزني» بين عامي 1928 و1940، وسيتعرّفون بالوثائق إلى كيفية إطلاق الرسام الموهوب لاستوديوهاته في هوليوود عام 1923. وستتاح لهم فرصة رؤية رسوم أصليّة ومسودات أولى لـ«ميكي ماوس»، وحتّى... رسائل والت لزوجته.
استمرّت العائلة بالإعداد للمعرض ست سنوات، وبلغت كلفة تحويل ثكنة عسكرية شاسعة المساحة إلى هذا المتحف حوالى 110 ملايين دولار وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركيّة. الأمر يستحقّ العناء بالنسبة إلى كثيرين يتمنّون أن يشاهدوا بأم العين جائزة الأوسكار التقديرية التي نالتها «بياض الثلج». قد يقرأون أيضاً، تعليقات بسيطة كتبها ديزني بخط يده، وهو يخترع مزاج الأقزام السبعة. يكتب عن أحدهم: «رأسه محنيّ إلى الأسفل، لكنّ عينيه تنظران دائماً إلى الأعلى».
ينزع المتحف الغبار عن سيرة ملأى بالمرح والعمل والجهد، مستعيناً بأرشيف ضخم، وبتقنيات شركة «ديزني» التي زوّدت المتحف على سبيل المثال لا الحصر، ببثّ ثلاثي الأبعاد لـ«بينوكيو» وجنيّته الزرقاء.