لقطة تلفزيونية تحوّلت سريعاً إلى الشغل الشاغل لروّاد مواقع التواصل الاجتماعي. المسألة أعقبت تقريراً عرضته قناة otv أوّل من أمس (إعداد ريتا نصّور) خلال نشرتها المسائية، حول أجواء المجلس النيابي على وقع عملية «شهداء القنيطرة». رصدت الشاشة البرتقالية الأجواء هناك، فوجدت وجوهاً «مرتاحة بدت عليها ملامح الانتصار»، وأخرى من «نوع آخر». وأثناء الحديث عن هذه الأخيرة، ظهرت النائبة في كتلة «القوّات اللبنانية» ستريدا جعجع (الصورة) وهي تتحدّث إلى أحدهم (لم يظهر على الشاشة)، فيما كُتب على الشاشة ما تقوله: «ولعانة بالجنوب... إنشالله يا رب».
هذا التقرير أشعل جدلاً واسعاً ومواقف متناقضة، إذ خرج بيان توضيحي أمس من المكتب الإعلامي لجعجع تتهم فيه الـotv بـ«تحوير» كلامها حول عملية شبعا، الذي فُهم من خلال طريقة بثّه بأنّه «نوع من التشفي» بما يحصل. بعدها، برزت سلسلة ردود فعل شاجبة، وصلت إلى حد المطالبة بمحاكمة جعجع. من جهتها، أصدرت otv بياناً تؤكد فيه أنّها لم تقصد من المقطع المصوّر «الإساءة إلى أيّ شخص، وبُثّ كلقطة تلفزيونية من دون أي خلفيات سياسية»، لافتةً إلى أنّها «لم تنسب أي موقف إلى صاحبة القول المسجّل، وليست مسؤولة عن أي اساءة أو تعليق او تأويل على مواقع التواصل الاجتماعي».

وسط هذه المعمعة، ابتكر الصحافي والمدوّن اللبناني محمود غزيّل طرفة من واقع الحدث. نشر غزيّل على صفحته الفايسبوكية بياناً نسبه إلى «القوات اللبنانية»، محاولاً تخيّل رد ستريدا على تقرير otv. فأورد على سبيل المثال أنّ «جسدها وصوتها تمت قرصنتهما من داخل المجلس النيابي»، وأنّها ولو اختلفت سياسياً مع الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصر الله، لا يمكن أن تواجه ذلك إلا «بالكلمة والموقف». هكذا، وقع الناشطون في فخ هذا البيان الساخر، وخصوصاً أنّه استعان بلوغو «القوّات»، وحاكى روحية البيانات الحزبية.