ليال حدادانطلق مشروع «زيكو هاوس» الجديد الــذي يهـدف إلى «تأليـف فرق مسرحيــــة في القرى اللبنانية»، في أربع مناطق بعيدة عن بعضها وعن العاصمة، في محاولة لمحاربة «المركزية الثقافية».
ويقوم المشروع الذي بدأ العمل عليه منذ فترة طويلة، على استقطاب أهالي مناطق عرسال في البقاع، دوما في الشمال، دير قانون النهر في الجنوب، وبيصور في الجبل، وجوارها، وتدريبهم على كتابة المسرحيات والتمثيل، في محاولة لتأسيس فرق مسرحية تبقى في القرى حتى بعد انتهاء المشروع.
«لم يكن اختيار المناطق عشوائياً»، هذا ما يؤكّده مصطفى يمّوت، «زيكو»، فاختيار مناطق بعيدة عن بعضها «ضروري لتغطية كل المحافظات». والتنوّع الطائفي؟ لم يفكّر منظّمو المشروع بذلك، إلا أنّ «الحظّ» جعل من كل قرية تنتمي إلى طائفة مختلفة، «وهو أمر جيّد، فهذا هو الخليط الطبيعي اللبناني» يقول يمّوت.
بدأت الاتصالات مع البلديات والنوادي في هذه القرى منذ مطلع شهر حزيران، كما أنّ المخرجين (منذر بعلبكي، سوسن بوخالد، ريتا إبراهيم، رامي نيحاوي) زاروا المناطق مرّات عدة ليتعرّفوا إلى الأرضية وإلى السكّان. واستقرّوا منذ بداية الشهر الجاري، كل في منطقته. ومن المتوقّع أنّ ينتهي العمل على المسرحيات تباعاً لتعرض في حفلة ختاميّة، على أن تنتقل الأعمال الأربعة إلى بيروت وتعرض في نهاية الشهر المقبل.
أما تجاوب أهالي المنطقة فكان «جيداً» بالنسبة للأمور السهلة، يقول يمّوت، شارحاً أنّ «المشاركين أحبّوا فكرة العمل على تمثيل وتأليف مسرحية، ولكنهم يستصعبون ويتذمّرون من التمرين اليومي لمدة 4 ساعات، وحفـــــظ الأدوار...».
لم يخل التحضير لانطلاق المشروع من المشكلات، لا سيّما في بيصور، التي لا تزال تعاني من آثار الاقتتال الذي حصل في أيار الماضي.
«ظنّ الأهالي في البداية أننا سنأتي لنقدّم مسرحية ونرحل، لم يفهموا أننا سنبقى على أمل إطلاق حركة مسرحية في القرية. فالأوضاع التي عاشوها والخوف الذي عانوه كانا يمنعانهم من التفكير بطريقة منطقية»، يقول يمّوت الذي عمل على إقناع الأهالي بأن المسرح والفن يجب أن يكون جزءاً يومياً وطبيعياً من حياتهم كما الطعام والعمل. ويضيف قائلاً «حين كان النازيون يحاولون الدخول إلى ستالينغراد، ألّف السوفيات يومها سمفونيتهم وعزفوها».
من الجدير ذكره أنّ فريق العمل في المناطق يتألّف من أربعة مخرجين، وإداريَّين وثمانية مدرّبين. أما تمويل العمل فهو من OTI التابع لـ USAID، و «زيكو هاوس».