صباح أيوب«... وهكذا تكون حياة أحد أكثر الصحافيين جرأةً وموهبةً في الشرق الأوسط قد انتهت مبكراً وهو في الخامسة والأربعين من العمر» بهذا تختتم سيرة حياة الصحافي سمير قصير على موقعه الإلكتروني الرسمي (www.samirkassir.net). وهكذا، بعد 3 سنوات على اغتياله في 2 حزيران 2005، ها نحن نتذكّر الصحافي والكاتب الثوري الراحل كلّ على طريقته، أما المناسبة الجامعة فهي «جائزة سمير قصير لحرية الصحافة 2008» التي ستمنحها «بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان» بالتعاون مع «مؤسسة سمير قصير» للسنة الثالثة على التوالي في حفل خاص في فندق «فينيسيا» عند الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم. موضوع الجائزة لهذه السنة تمحور حول «دولة القانون»، وكان القيّمون عليها قد أعلنوا في 8 كانون الثاني 2008 توسيع نطاق الاشتراك بالمسابقة لهذا العام لتشمل دول الخليج والمغرب العربي. وحسب المنظمين للجائزة في «بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان»، فقد تقدّم للمسابقة هذه السنة حوالى 88 صحافياً من لبنان، سوريا، الأردن، فلسطين، مصر، الجزائر، تونس، المغرب، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الكويت، ليبيا، السعودية، اليمن و5 باحثين هم 4 لبنانيين وأردني. (فيما يضيف موقع «جائزة سمير قصير» (www.prixsamirkassir.org) على اللائحة المذكورة إسرائيل بوصفها إحدى الدول التي سيشملها مدّ الجائزة). وقد انتقل إلى المرحلة النهائية في فئة الصحافيين 19 مشاركاً فقط اختارت لجنة تحكيمية (مؤلّفة من 7 أعضاء: 3 صحافيين، 3 أكاديميين، وعضو من «مؤسسة سمير قصير») الأفضل بينهم لتعلن اليوم أسماء الفائزين في فئتي المقال الصحافي (يومي، أسبوعي، شهري أو في نشرة الكترونية) وتبلغ قيمة الجائزة 15 ألف يورو، والبحث الأكاديمي (لباحث لم يتخطّ الـ 35 من العمر) والجائزة 10 آلاف يورو.
وكما كان الهدف المعلن مع بداية العام أن «تمتد جائزة سمير قصير هذه المرّة من المحيط إلى الخليج»، فإن التغطية الإعلامية للحدث لهذه السنة ستحمل أيضاً طابعاً «امتدادياً»، إذ يوضح البيان الصحافي المرسَل من المفوضية أن الحفل سوف ينقل مباشرة عبر قناتي «أورو نيوز» و LBC، وتشرح المفوضية في اتصال مع «الأخبار» أن المنظمين «هم من اختاروا قنوات التغطية وقاموا بدعوة القناة الأوروبية لتهتم بالحدث لهذا العام».
ومن المقرّر أن تلي حفل توزيع الجائزة حفلة موسيقية لوليد حوراني في حديقة سمير قصير (وسط بيروت) عند الساعة الثامنة مساءً، كما من المنتظر أن يقدم المفكّر والصحافي الفرنسي ريجيس دوبري محاضرة غداً في قاعة بيار أبي خاطر في جامعة القديس يوسف. «كي لا يُقتل سمير مرّة ثانية» قد يرفع البعض هذا الشعار ويعملون بعكسه، فعسى أن يكون صاحب الجائزة التي تحمل اسمه، خير مدافع عن حرية التعبير ودولة القانون والقضايا اليسارية.