لم يكن رجل الأعمال الأميركي ألان جيري ليصدّق في الـ1969 أنه بعد 39 عاماً سيبني متحفاً مخصّصاً لذكرى مهرجان «وودستوك الموسيقي»، وهو الذي عدّه في حينه «مناهضاً لكلّ قيمه وأخلاقياته». فالبليونير مؤسس شركة Cablevision الذي خالفت إحدى بناته مشيئته وذهبت لحضور المهرجان رغماً عنه في آب 1969، اشترى قسماً من الأرض التي جرت عليها فعّاليّات المهرجان الشهير بضغط من بناته في الـ1996، وهي مزرعة ماكس يازغور الشهيرة، إضافةً إلى عدد كبير من الأراضي المحيطة كما ذكرت مجلّة «تايم». وكان المشروع الرئيسي الذي ينوي جيري القيام به هو إنشاء ملعب غولف ومدينة ترفيهية، لكنه تخلّى عن هذه المشاريع بعدما رأى أنّها «غير مربحة». وبقيت الأرض كما هي عشر سنوات حتى افتُتح في الـ2006 مسرح البافيليون في الهواء الطلق. وقد افتُتح أمس المتحف المخصص لذكرى المهرجان، الذي يمثّل مع المسرح «مركز بيثيل وودز للفن» نسبةً إلى اسم المنطقة التي تقع فيها الأرض في شمالي ولاية نيويورك. وسيشهد المسرح المفتوح حفلات صيفية لكل من سيندي لوبر وتوني بينيت وغيرهما من الفنانين. وفعلياً فإن المركز لا يقع على الأرض التي أقيم عليها المهرجان بل على القطع المحاذية لها، حيث بقيت مساحة المزرعة الشهيرة فضاءً مفتوحاً كما كانت وقت المهرجان. ويعود ذلك إلى معارضة مجموعات شاركت في وودستوك المسّ بأرض المهرجان. ويضم المتحف شاشات كبيرة تعرض أفلاماً عن الحقبة إلى جانب مشاهد من أداء الفنانين المشاركين، وخصوصاً جيمي هندريكس، والفرقة البريطانية The Who، إضافةً إلى شاشات تفاعلية، نسخة عن باص هيبي، ومقتنيات محفوظة في واجهات زجاجية مثل أُسطوانات فرقة Jefferson Airplane. يذكر أن المهرجان الذي امتدت فعّالياته على 3 أيام (15 إلى 18 آب) عام 1969جمع حوالى 400 ألف من الهيبيين آنذاك وأحياه 32 من الفنانين المشهورين في تلك الحقبة.