نوال العلي500 طفل فلسطيني تراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة قدّمت لهم الجمعية آلات تصوير صالحة للاستعمال مرةً واحدة، ليلتقطوا صوراً لِما يرونه جميلاً، أو مهماً، أو محزناً في مكان سكنهم ومع عائلاتهم وأقرانهم. لكن قبل ذلك، وجد أطفال المخيم أنفسهم مع فريق من أعضاء الجمعية في ورشة عمل يتحدثون إليهم عن التصوير، كمهنة وفن وموهبة أيضاً، ويعلّمونهم استخدام الكاميرا. وعندما جاءت لحظة التصوير، اختلى الأطفال بالآلة واللقطة. إذ ليس ثمة مَن يتدخل أو يحدّد اتجاه العدسة أو زاوية اللقطة... باختصار، الطفل متروكٌ لما تمليه عليه عفويّته. حركة الناس هي القاسم المشترك بين الصور، الأبطال هم أفراد العائلة والأصحاب والجيران. البيوت أيضاً حاضرة بقوة، وخصوصاً تلك المهدّمة في مخيم نهر البارد. وأحياناً يكون البيت مجرد سقف غرفة رطب وعفن، ومروحة صدئة كما هو في إحدى الصور. ولا تمثّل هذه الصور رؤية هؤلاء الأطفال للعالم فحسب، لكنّها أيضاً تعبيرٌ عن هويتهم وعلاقتهم بالمحيط.
لم تكن مهمّة أعضاء الجمعية سهلة، من زيارة المخيمات وجمع الأطفال، والحديث إلى مئة طفل تقريباً كل مرة، ثم انتقاء صور المعرض من بين 13 ألفاً، طُبعت أيضاً في كتاب يحمل عنوان «لحظة» (ِAmers Editions) ويُوزَّع في المعرض الذي يستمر حتى 14 حزيران (يونيو) الحالي.
الناشرة وعضو الجمعيّة سارة صحناوي تقول: «هؤلاء الأطفال أوصلونا إلى حيث لم نتوقع، كأنّهم كانوا يعدّون «ريبورتاج» عن حياتهم، لقد أحسّوا بمسؤولية الصورة، وأخذوا الأمر بجديّة. صوّروا ما يحبّون ويكرهون في مخيّماتهم». ويؤكد المصوّر رمزي حيدر أن «العلاقة مع الأطفال المبدعين مستمرة»، إذ ستقام ورش عمل في المستقبل، سيشارك فيها الأطفال، بل ستحاول الجمعية تعليمهم التصوير كمهنة حقيقية. أمّا المعماريّة منى حلاق، عضو الجمعية التي شاركت في ورش العمل في المخيمات، فتقول: «عيش الأطفال في مخيمات حيث ينقصهم الكثير، لا يعني أنّ الخيال والإبداع ينقصانهم أيضاً، لقد صوّروا تفاصيل حياتهم اليومية أفضل مما يمكن أن يفعل أي غريب».
«لحظة» هي المشروع الأول للجمعيّة التي أسّستها مجموعة مصورين صحافيين لبنانيين. وقد تكون المرة الأولى التي يضع فيها هؤلاء الأطفال يدهم على آلة تصوير، لكنّ ذلك يبدو بلا أهمية. إذ يتعاملون مع جهلهم ببراءتهم... وجرأتهم على التجريب.

«لحظة» ـــــ حتى 14 حزيران (يونيو) الحالي ــــ مسرح المدينة (الحمرا): 01/753010