بول الأشقر ورعت كوبا الاحتفالات والنشاطات التي شملت مدناً عدة من الأرجنتين، وقد أتى للمناسبة ثلاثة من أولاد غيفارا، كما شارك في الحفل ثلاثة من أشقّائه وشقيقاته. واستغل أيضاً ألبرتو غرانادو الفرصة كي يعود إلى روزاريو بعد غياب طويل. وألبرتو (85 سنة) هو صديق غيفارا في المراهقة، وشريكه في الرحلة الأولى إلى أميركا الجنوبية على درّاجة نارية عام 1951 التي دامت تسعة أشهر، والتي كتب خلالها غيفارا «يوميات درّاجة» عام 1960. ذهب ألبرتو لزيارة أرنستو في كوبا وبقي فيها حيث مارس مهنته الطبية. ويقول ألبرتو: «أنا صديقه... وأرى نفسي مناضلاً ولكن حذار التأليه... فقيمة غيفارا أنه رجل من لحم ودم، رجل ضحّى كل مرة تمسكاً بقناعاته... رجل فضّل دائماً الطريق الأصعب على الطريق الأسهل، وهذا ما يجعله قيمة نادرة في هذه الأيام المعولمة».
... العالم يتغيّر بالفعل، ففي الأسبوع نفسه، سُجل حدثان لهما دلالتهما الكبرى: الأول هو إعلان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في رسالة إلى زعيم الفارك الجديد أن الكفاح المسلّح «لم يعد مبرراً في أميركا اللاتينية، لا بل إنه تحوّل إلى حجّة تسمّيها الإمبريالية «إرهاباً» وتستغلها الإمبريالية للتدخل في شؤون الدول اليسارية المنتخبة ديموقراطياً». والحدث الثاني آت من كوبا التي أعلنت تخلّيها عن نظام الأجور «المساواتي» القديم وتبديله بآخر «حديث وبدون سقوف». فكرتان أساسيتان للعقيدة الغيفارية يتخطّاهما التاريخ في أسبوع عيد مولده الثمانين نفسه. ترى ما رأي تشي غيفارا بهاتين المسألتين اليوم؟