رحل أمس الروائي المصري الفرنكوفوني ألبير قصيري في باريس عن 94 عاماً، بعدما أمضى أكثر من ستين عاماً في فندق متواضع وفق ما أعلنت ناشرته جويل لوسفيلد.وقالت إدارة الفندق من جهتها «قبل أيام فقط من وفاته، كان هذا الرجل المدهش ما زال يقوم بجولته المعتادة بين مقهيي «كافيه دو فلور» و«ليه دو ماغو».
وقصيري أو «فولتير النيل» كان من الوجوه المشهورة في حيّ «سان جيرمان دوبريه» الباريسي الراقي حيث أقام في غرفة فندق متواضعة لم يغيّرها منذ 1945 حتى وفاته اليوم.
ولد قصيري عام 1913 في القاهرة وتعلّم في مدرسة الجيزويت في وقت كانت فيه الفرنسية لغة الطبقة البورجوازية القاهرية في العشرينيات والثلاثينيات من القرن المنصرم.
تعلق منذ صغره بالأدب الفرنسي، فتعرّف باكراً إلى بلزاك وموليير وفيكتور هوغو وفولتير وغيرهم من كبار الكتّاب الفرنسيين الكلاسيكيين.
وعلى رغم أنّ كتابات قصيري هي باللغة الفرنسية «التي أحبّها كثيراً»، إلا أنّ أعماله التي تُرجمت إلى 15 لغة، تتركّز على القاهرة والشخوص التي عايشها في طفولته.
وصل قصيري باريس عام 1945 حيث تعرف إلى الحياة البوهيمية وإلى ألبير كامو (رفيقه في مغازلة النساء) وجينيه غريكو وجياكوميتي وفيان في أوج فترة ما بعد الحرب.
أعماله تمجّد الفقر والكسل والتحرر من الملكية وهي كلها عن سكان القاهرة. ومثل شخصيات رواياته، اختار ألبير قصيري عدم امتلاك أي شيء بل عاش بوهيمياً حتى وفاته.
ومن أشهر أعماله «شحادون ونبلاء» الذي تحول الى فيلم أخرجته المصرية أسماء البكري.