باريس ـ جلنار واكيموكلمة «فودينغ» هي جمع لكلمتين إنكليزيّتين: الأولى تعني الطعام (Food) والثانية الإحساس (feeling). وتهدف الدعوة إلى التحرر من المقاييس والقواعد التقليدية في الطبخ و«التجرّؤ» على مزج نكهات جديدة دون نسيان المتعة في التذوّق والاستمتاع بالطعام.
وللـ«فودينغ» مهرجان سنوي ينظّم في مختلف المدن الفرنسية. ويقام في مكان عام بحضور أبرز الطباخين الفرنسيين الذين يقدمون آخر ابتكاراتهم في عالم الطبخ إلى جمهور فضولي، يبغي أن يتذوق الجديد. والجاذب الأكبر في المهرجان أن جميع الأطباق تقدّم بثمن رمزي.
تعريفة الدخول هي خمسة يوروات، يدفعها الزائر قبل أن يدخل إلى الـ«فودينغ»، وهذا المبلغ يخوّله أن يتذوّق ما لذّ وطاب من طعام وشراب وحلوايات. كما بإمكانه أن يمضي نهاراً كاملاً في المهرجان مستمتعاً بالهدوء والموسيقى المختارة بعناية التي تضفي على المكان «نكهة» ألذّ. يقول أحد الزوّار فيليب بوكاي، إنه «اعتاد المجيء إلى هذا المهرجان سنويّاً، وفي كل مرة يتذوق فيها أطباقاً جديدة لم تكن موجودة في المهرجانات السابقة». و تضيف جولي مونييه، التي تزور الـ «فودينغ» للمرة الأولى إن «هذا النوع من الأحداث يعيد إلى سكّان المدن أصول التذوّق، وخاصة إلى من اعتاد منهم أن يأكل الأطعمة السريعة بحكم الحياة العصرية وما فرضته من نمط عيش سريع وفاقد للّذّة».
و بعدما بقي هذا المهرجان شبه مجهول لعدة سنوات، ها هو اليوم يجذب آلاف الزوّار سنوياً، ينتظرونه ويقصدونه من مختلف المدن الفرنسية. وقد تعدّى عدد الزائرين لهذا العام الألف زائر، وبلغ طول الصفّ للدخول إلى المهرجان أكثر من مئة متر.
إضافةً إلى عامل المتعة بكلفة قليلة، يعود الريع الكامل لهذا الحدث إلى إحدى المنظمات غير الحكومية، وتدعى «الحركة المناهضة للمجاعة».
ومن الأطباق المقدمة هذا العام، بوظة بفاكهة البحر، ونقانق بالتفاح، ورافيولي بالزعفران... مزيج من النكهات الغريبة وخلطات سحرية للمأكولات... والحضارات.