ليال حدادهكذا عادت السيدة الألمانية كازو التي بدأت تتردّد على استوديو ماتيزي منذ عام 1927، إلى الواجهة بثيابها ذات الطراز القديم وبمختلف حالاتها النفسية. وتروي الورقة المعلّقة إلى جانب صورها أنّ المرأة كانت تحضر إلى الاستوديو وبرفقتها حقيبة ملابس تبدّلها لتغيّر شكلها في كل جلسة.
أما الصور اللبنانية فاللافت فيها هو تقنية الفوتوشوب البدائية التي كانت مستخدمة في ذلك الزمن، إذ تبدو سيدات داخل شاشات تلفزيون في صورة «مركّبة»، كما تظهر كاميرا «المرج» وجوه أشخاص داخل كؤوس للنبيذ أو على خلفية غروب الشمس وشروقها.
لا يهدف المعرض الذي يستمرّ حتى التاسع من تموز المقبل إلى تحريك العواطف، والعودة إلى التراث الألماني، ولا حتى اللبناني، إنه مجرّد معرض فنيّ فوتوغرافي، يجري مقارنة بين ثقافتين ويظهر التغييرات التي طرأت على السلوكيات الاجتماعية، وعلى تقنيات التصوير، هذا ما توضحه غالية ضاهر من «أمم». تشير غالية إلى آلة تصوير وبعض الأدوات التي كانت تستعمل لالتقاط الصور وتظهيرها والموجودة في المعرض «هذه لا تزال موجودة في استوديو المرج».
لا تختلف الصور اللبنانية والألمانية عن بعضها كثيراً، باستثناء صور لكلاب ألمانية مصوّرة مع أصحابها وصورها منفردة ومزيّنة، وهو ما كان غائباً في لبنان في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. كما تبدو النساء الألمانيات في ذروة أناقتهنّ وبيدهنّ السيجارة «وهو ما كان يستحيل أن نجده في الصور اللبنانية» تشرح ضاهر.
يقف تاريخ صور ماتيزي عند عام 1983، أما الصور اللبنانية فأحدثها كان عند افتتاح المعرض، إذ أتى ألبير أبو خليل وصوّر الموجودين «على الطريقة القديمة»، أي مع الأثاث الذي كان يستعمل عند افتتاح استوديو «المرج».
يذكر أنّ استيديو ماتيزي يحتوي على أكثر من ثلاثمئة «نيغاتيف» التقطت خلال أكثر من خمسين سنة، وهي موجودة في محفوظات «غوتيه»، في حين فقد معظم «نيغاتيف» الاستوديوهات اللبنانية خلال الحرب الأهلية.