باريس ـ خضر سلامةيشار إلى أن الإساءات العنصرية في عالم كرة القدم لا تقف عند شهرة لاعب أو آخر، فحتى تييري هنري، المهاجم الفرنسي الأشهر ذو البشرة السمراء، صرّح سابقاً بأن تصرفات الجمهور الإنكليزي دفعته يوماً للبكاء في الملعب، وحين توجّه إلى الجمهور ليطلب منه التوقف عن الشعارات المسيئة ردّ عليه برمي النفايات والبصق...
أمّا الآخرون، فيكتفون بمواجهة الإهانات بالسخرية، كاللاعب الكاميروني صاموئيل إيتو، الذي رد خلال مباراة فريقه، على قيام الجمهور بتقليد صوت القرد كلما وصلته الطابة، بالرقص كالقرد أمام الجمهور بُعيد تسجيله هدفاً لفريقه ساخراً من تلك التهكّمات.
الوضع الرياضي إذاً ليس أفضل حالاً من المجتمعات بشكل عام، التي تضربها العنصرية يوماً بعد يوم. ومثال ملاعب كرة القدم يتكرر في معظم دول عالم «الرجل الأبيض»، وإن كان الضحية الأبرز هو اللاعب الأسمر، فقد تتعدّد الحالات لتصل إلى دين اللاعب أو جنسيته الوطنية...
ورغم أن معظم دول العالم تفرض عقوبات قاسية على السلوك العنصري أو الشعارات المهينة، فإنّ هذه القوانين لا تزال قاصرة عن تغيير سلوك مجتمعات بأكملها، أو عن محو موروثات اجتماعية وثقافية استعمارية متأصّلة في بعض الزوايا من هذا العالم، حيث يسهم بعض الحكّام اليوم في تأجيجها.