في تأكيد للتحديات المعقدة لتغير مناخ العالم، كشفت نتائج دراسة أن الهواء الأقل تلوثاً الناجم عن الحدّ من حرق الفحم قد يسهم في تدمير غابات الأمازون خلال القرن الحالي.ورصدت الدراسة التي نشرت أمس الأربعاء في دورية «نيتشر» العلمية علاقة بين خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت الناجمة عن حرق الفحم وبين ارتفاع درجات الحرارة فوق سطح البحر في منطقة شمال الأطلسي المدارية، مما يعزز احتمالات حدوث جفاف في غابات الأمازون المطيرة.
وأضافوا أنه مع كون الغابات المطيرة مهددة بالفعل بسبب مشروعات التنمية، فإن ارتفاع درجات حرارة العالم أكثر قد يقلب التوازن.
وقال بيتر كوكس الباحث في جامعة «اكسيتر» ببريطانيا وقائد فريق الدراسة «التلوث شيء سيئ على وجه العموم، لكن في هذه الحالة، فإن تحسين الهواء قد يؤدي إلى جفاف غابات الأمازون».
وتلعب غابات الأمازون، وهي أكبر غابات استوائية مطيرة في العالم، دوراً حيوياً في النظام المناخي العالمي، لأنها تحوي نحو عشرة في المئة من إجمالي الكربون المخزن في الأنظمة البيئية على الأرض.
واستخدم الباحثون نموذجاً مناخياً كربونياً لمحاكاة آثار التغير المناخي على الأمازون في المستقبل ومضاهاته ببيانات عن جفاف 2005 الذي دمر مساحة شاسعة من الغابات المطيرة.
وقال كوكس إنهم قدّروا أنه بحلول عام 2025 قد يحدث جفاف في النطاق نفسه عاماً بعد آخر، وإنه بحلول عام 2060 قد تحدث مثل هذه الأزمة خلال تسع سنوات من كل عشر سنوات، وهو ما يكفي لإحالة الغابات المطيرة إلى أرض مليئة بالأعشاب.
وأضافوا أن 20 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في العالم تنجم عن حرق الأشجار لبناء منازل جديدة وإنشاء طرق مع امتداد التنمية لمناطق جديدة.