في أبو ظبي ورشة. وهذه المرّة ورشة ثقافية واسعة. ترجمة، كتب، مكتبات، شعر، رواية، موسيقى وغناء... كل ذلك تحت عنوان «تشجيع إبداع المواطنين الشباب الخليجيين». إذ أعلن أخيراً عن بدء «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث» بالتعاون مع «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (اليونيسكو) بتنفيذ برامج ثقافية واسعة بهدف فتح آفاق ثقافية وفنية واعدة على الصعيد المحلي والعربي في السنوات المقبلة، ولا سيّما في مجال الترجمة لرفد المكتبة العربية بآلاف الكتب.وأكّد محمد خلف المزروعي مدير الهيئة في لقاء مع وكالة «فرانس برس» أن «الهيئة بدأت في إطلاق مشاريع عدة تسعى لاختبارها، على أن تكون بدايات لمشاريع ثقافية تعمل على الارتقاء بالحياة الثقافية والفنية في أبو ظبي والإمارات والامتداد العربي في السنوات المقبلة».
ومن هذه المشاريع مشروع «كلمة» المخصّص للترجمة عن اللغات المختلفة إلى العربية، الذي بدأ العام الماضي بإصدار ستة كتب. وأضاف المزروعي «هذا العام سيصل عدد الكتب المترجمة إلى مئة كتاب، ونأمل بعد ثماني سنوات من الآن أن نكون حققنا ترجمة أكثر من 10 آلاف عنوان».
وأوضح «ما ينقص الكتاب في بلادنا هو الإعلام، ودلالة ذلك أن كتاباً واحداً قد يبيع في العالم العربي ما يقارب ألف نسخة كحدّ أقصى، بينما نجد أنه عند ترجمته وبيعه في الخارج يحقق مبيعات مذهلة».
وضمن السياق نفسه، أُطلق مشروع «القلم» لنشر إبداعات المواطنين المحليين، على أن ألا يتجاوز عمر المبدع 45 عاماً، ونشر إبداعات العرب المقيمين في الإمارات «بما يخدم الثقافة العربية».
وعلى صعيد الشعر، خصصت الهيئة مشروعين هما «شاعر المليون» ويستهدف نشر ثقافة الشعر النبطي الذي حقق في دورته الأولى درجة كبيرة من الإقبال. ووصل عدد مشاهدي مهرجان «شاعر المليون» على شاشات التلفزيون إلى أكثر من 17 مليون مشاهد في مختلف أنحاء العالم العربي، ودفعت جيلاً جديداً للظهور.
وينطبق هذا أيضاً على مشروع «أمير الشعراء»، ويستهدف دعم شعراء الفصحى وفتح الفرصة أمام جيل جديد من شعراء الفصحى، واستطاع في دورته الأولى أن يحقق نسب مشاهدة عالية رغم الجدل الذي أثاره.
وأوضح المزروعي «وضعنا حافزاً تشجيعياً مهماً أيضاً، حيث تبلغ قيمة الجائزة الأولى في كلا المشروعين مليون درهم (300 ألف دولار) والثانية 750 ألف درهم (210 ألف دولار)، والثالثة 500 ألف درهم (150 ألف دولار)».
وضمن السياق نفسه، أسست «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث» أكاديمية خاصة للشعر سيبدأ العمل فيها قريباً،
إضافة إلى تأسيس أكاديمية السينما التابعة لأكاديمية نيويورك للسينما.
وترافقت الخطوة مع إطلاق «مهرجان الشرق الأوسط السينمائي» سنة 2007، وإطلاق مهرجان «نغمات من الشرق» للموسيقى والغناء العربي.
هذا إلى جانب معرض الكتاب الذي حقق خلال العامين الماضيين إنجازات كبيرة، وتجاوزت مبيعاته 17 مليون درهم، وجذب دور نشر من 40 دولة بعد أن كان عدد الدول المشاركة لا يتجاوز 15 دولة.
وتشمل الخطة العناية بدار الكتب الوطنية إلى جانب المخطوطات العربية القديمة التي يتجاوز عددها 4 آلاف مخطوطة والتوسع في ميدان بناء المتاحف، إلى جانب متحف العين الوطني المتخصص بعرض الآثار التي عثر عليها في إمارة أبو ظبي عبر تاريخ يمتدّ لما يقارب 7 آلاف عام.