خالد صاغيّةثمّة نكتة رائجة في البلاد. بما أنّ حزب اللّه قد استخدم سلاحه في الداخل، فينبغي أن يصبح موضوع نزع سلاح حزب اللّه أولويّة على طاولة الحوار. إنّها نكتة لأنّ حزب اللّه قد استخدم سلاحه، بالضبط كي يعلن أنّ نزع السلاح سيبقى خارج التداول. ثمّة من يطرح عبارات ملطّفة كـ«تطمين» أو «إزالة القلق» من السلاح. لكنّ إزالة القلق لن يكون مصدرها إلا حزب الله نفسه، أي مصدر القلق.
تشكّل هذه المفارقة نموذجاً لانتقالنا بعد الضربة الأخيرة إلى واقع مختلف تماماً عمّا سبقه. انتهت جولة من التجاذبات الداخليّة والخارجيّة على الساحة اللبنانيّة. أشعلت الحكومة، ومن ورائها قوى الأكثريّة، فتيل الحرب في لحظة إقليميّة ودوليّة خاطئة. استغلّ الحزب المناسبة، وشنّ «حملة تأديبيّة» على السلطة.
لم يكن الفريق الحاكم يراهن على «حسن نيّة» حزب اللّه في استخدامه للسلاح. كان يراهن أوّلاً على التوازنات الإقليميّة والدوليّة التي ستمنع استخداماً كهذا. اليوم، يشعر فؤاد بالخيبة من دبليو. ظنّ أنّ العناق وتربيت الكتف يُصرفان بطريقة أخرى. لكنّ دبليو يشعر، هو الآخر، بالخيبة من فؤاد. فمنذ أحداث الجامعة العربيّة، نجح فريق السلطة في إيهام الولايات المتّحدة الأميركيّة بأنّه قادر على الوقوف في وجه حزب اللّه، لا شعبياً وسياسياً وحسب، بل في الاقتتال الداخلي أيضاً. بدأ الدعم يتدفّق سخيّاً، مصحوباً برهانات عالية بحجم الخيبة.
انتهت «الحملة التأديبيّة». الخسائر طالت الجميع. من المفيد ألا يجرّب أحد تحويلها إلى حروب إلغائيّة.