كان ـــ عثمان تزغارتوهناك أحاديث عن مشاريع سينمائية يتنافس منتجوها للظفر بحقوق اقتباس سيرة نجم الكرة الفرنسي المعتزل زين الدين زيدان. ولعل هذه الدورة من المهرجان لن تُختتم إلا مع إعلان الفائز السعيد بهذا العقد.
لكن ما الذي يجذب سينمائيين كباراً إلى سير هؤلاء الرياضيين؟ أهم ما يجمع مارادونا وكونتونا وتايسون وزيدان أنّهم بمثابة أبطال ملحميين عصريين، عرفوا النجاح والشهرة لكنهم ذاقوا أيضاً مرارة الفشل.
كانتونا الذي انتُخب «لاعب القرن»، فقد أعصابه مرةً، وقفز إلى المدرجات رداً على مناصر شتمه، وعاجله بضربة «كونغ فو» ما زالت ماثلة في الأذهان، فيما نسي الجميع منجزات كانتونا فوق الملاعب. أما مارادونا الذي كان يُقارن بالأسطورة «بيليه»، فانهارت نجوميته بعدما تحايل على الحكم في نهائي المونديال، وسجّل هدفاً بيده، ثم فاخر قائلاً إنّها «اليد الإلهية». ثم أدمن لاحقاً الكوكايين، ولم يتجاوز المحنة، سوى بفضل مساعدة خاصة من أحد معجبيه: فيديل كاسترو! كذلك، لم يبق في الأذهان من منجزات مايك تايسون سوى حادثة قضمه أذن منافسه هونيفليد في المبارزة التي جمعتهما على اللقب العالمي. ثم عرف تايسون بدوره جحيم المخدرات وتعرّض لتجربة السجن القاسية التي وجد خلالها الملاذ في التديّن، فاعتنق الإسلام.
ولا يختلف زيدان عن هؤلاء. فرغم سلوكه المثالي طيلة تجربته الرياضية، فقد أعصابه في آخر مباراة له، فاعتدى على مدافع المنتخب الإيطالي ماتيرازي بـ«ضربة الرأس» الشهيرة، في نهائي المونديال الأخير، بحجة أنه شتم أخته! وستكون «ضربة الرأس» هذه الواقعة الوحيدة التي ستبقى في الأذهان عن زيدان، بعدما تُنسى منجزاته الرياضية.
لا شك في أنّ ما يجذب جمهور السينما وصنّاعها في سير هؤلاء الرياضيين أنهم ليسوا «أبطالاً إيجابيين» بالمفهوم التقليدي. فرغم تفوقهم ونجوميتهم، إلا أن لهم عيوباً ونقاط ضعف تجعلهم شخوصاً من لحم ودم تكتسب قوتها وتميزها من ضعفها الإنساني. إنهم بشر لا صنّاع خوارق من مصاف «سوبرمان»!