كان ـــ عثمان تزغارتأما داخل قاعات العرض، فقد كان للسياسة حضور بارز في المهرجان، رغم حرص الإدارة على تفادي إثارة النظام الصيني، في عزّ الضغوط العالمية عليه بخصوص حقوق الإنسان، وقضايا التيبت... إلا أنّ أزمة من نوع آخر نشبت بين إدارة المهرجان والسلطات الثقافية الرسمية في الصين. إذ احتجت الأخيرة رسمياً على احتضان المهرجان في مسابقته الرسمية «المدينة 24» للمخرج الصيني الكبير جيا زينغ كي، بحجة أنّه لم يحصل بعد على الترخيص الرسمي من الرقابة الصينية. ويرتقب أن يثير الفيلم الذي سيُعرض مساء اليوم، جدلاً كبيراً. فهو يدين الهجمة الليبرالية العاصفة التي تهز المجتمع الصيني، من خلال قصة تحويل مجمّع سكان عمالي إلى منتجع سياحي فاخر، يوافق أذواق السياح الأجانب والبورجوازية الصينية الصاعدة.
ويُرتقب أن يرافق الجدل السياسي فيلم آخر سيُعرض مساء اليوم، وهو الشريط التوثيقي «ما أصعب أن يحبّك حمقى» الذي أعده الفرنسي دانيال لوكونت عن الرسوم الدنماركية المسيئة للنبي. وحسب المعلومات، يحمل الفيلم نبرةً لاذعة، لا يكتفي بالدفاع عن حرية التعبير، بل يسخر من مشاعر الذين عبّروا عن استيائهم من تلك الرسوم.
وتكفي نظرة إلى برنامج المهرجان للتكهّن بأن الجدل السياسي سيستمر فصولاً، فبعد الفيلم الإسرائيلي «رقصة فالس مع بشير» غداً، سيعرض ــــ بعد غد ــــ فيلم عن إرنستو تشي غيفارا، سيثير ضجة كبيرة. ويجمع الذين شاهدوا «تشي» لستيفن سودربرغ، على أنه سيكون الحدث الأبرز في المهرجان هذه السنة.