يبدو أن صلاة الاستسقاء لم تعد كافية وحدها للحصول على بعض قطرات المطر في السعودية. إذ بدأت 10 طائرات مروحية خاصة تجوب سماء المنطقة الجنوبية على مدار الساعة، لمدة 5 أشهر مقبلة، لرصد مواقع وجود السحب المناسبة لعمليات بذر السحب بواسطة مادة أيوديد الفضة أو مواد ملحية ككلوريد الكالسيوم وكلوريد البوتاسيوم لتساعد على زيادة الهاطل المطري. قال مسؤول سعودي إن مشروع الاستمطار الذي يُنفذ حالياً في المنطقة الجنوبية ضاعف كمية الأمطار في مختلف أرجاء المحافظات، وفقاً للنشرات اليومية لقياسات كميات الأمطار التابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، والأخرى التابعة لوزارة المياه والكهرباء.وأضاف المدير العام لـ«المركز الوطني للأرصاد وحماية البيئة» صالح بن محمد الشهري لصحيفة «الوطن» أمس، أن آلية الاستمطار بوجه عام تكمن في رش نوع معين من السحب بمواد البذر المناسبة بواسطة الطائرات، حيث إن هناك سحباً دافئة تُبذر من قاعدة السحاب بالمواد الملحية التي تعمل «كنويات» تكثف لتستقطب قطرات الماء الموجودة داخل السحاب، وتساعد على التحامها وسقوطها كما في حالة المطر الطبيعي، بينما تُبذر السحب الباردة التي تتراوح درجات حرارتها ما بين 5 إلى 10 درجات مئوية تحت الصفر بمادة أيود الفضة التي تقذف في قمم السحب بواسطة الطائرات، فتعمل لتستقطب البلورات الثلجية وقطرات الماء الموجودة داخل السحابة، فيكبر حجمها وتسقط على شكل أمطار طبيعية.
ولفت الشهري إلى أن عمليات الاستمطار على جنوب وغرب المملكة تتم باستخدام تقنيات حديثة وبواسطة عدد من الطائرات، إلى جانب رادارات طقس متطورة، وشبكة للاتصالات والأقمار الصناعية وتقنية المعلومات والإنترنت، بالإضافة للقدرات البشرية المتخصصة.
وكشف الشهري أن النتائج سيكون لها انعكاسات مميزة على المواضيع البيئية والتغير المناخي مثل زيادة الغطاء النباتي والمراعي في المملكة والمخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية.