لم تعد الولايات المتحدة الأميركية تتربّع وحدها على عرش أكبر عدد لعمليات جراحية تجميلية، فها هي ألمانيا تقترب منها مع ارتفاع عدد هذه العلمليات في غضون سنتين من أربعمئة ألف إلى مليون، وحصول المراهقين على حصة كبيرة منها بلغت 10% وفقاً لأرقام جمعية الجراحين التجميليين الألمان. «هناك الكثير من الأهالي يهبون ابنتهم عملية تكبير للثدي كهدية لحصولها على الشهادة الثانوية». تستنكر النائبة المحافظة غيتا كونمان هذه الظاهرة الغربية. من جهتها، ترى سكريترة الدولة لشؤون الصحة العضو في الحزب الديموقراطي الاشتراكي ماريون كاسبرز ـ ميرك أنه «آن الأوان للتحرك لوقف هذه الظاهرة الخطيرة». وذكرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أنّ هناك توجّهاً لدى الحكومة الألمانية حالياً لتقييد لجوء القاصرين إلى العمليات التجميلية. وتؤكد مصادر الحكومة أنه لن يصار إلى منع العمليات التجميلية التي تحسّن شكل الأذنين والندبات في الوجه التي يمكن أن تترك تاثيراً نفسياً سيئاً عند المراهقين. وتؤكد جمعية المستهلكين الألمانية أنه يجب أن يكون المراهقون وأهلهم مدركين أكثر نتائج وتبعات العمليات الجراحية التجميلية، ولذلك فقد اقترحت الجمعية فرض فترة انتظار للتفكير لمدة ستة أسابيع بين الموعد الأول مع الطبيب والعملية نفسها.
في المقابل، يفضّل الحزب المسيحي الديموقراطي أيْ حزب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل نموذجاً آخر للموضوع يقضي بإلزامية استشارة طبيبين قبل كل عملية لأحد القاصرين. وتأتي هذه الإجراءات نتيجة طبيعية للقانون الذي بدأ تطبيقه في 2006 والذي ينظّم عمل الإعلانات الترويجية للعمليات التجميلية. ويطالب بعض أطباء الأطفال إضافةً إلى ذلك بمنع الوشوم والثقوب للقاصرين بعد استطلاع أظهر أن فتاة من أصل خمس في عمر السنة ثقبن آذانهن.
وتتنوّع العمليات التجميلية في ألمانيا بين 200 ألف علاج للتجاعيد، 56 ألف عملية تكبير للثدي و40 ألف عملية تصحيح للأنف.