جوان فرشخ بجاليوتتعرّض المواقع الأثرية في العراق لإحدى أكبر عمليات النهب في تاريخها. فالسارقون ــــــ بالمئات ـــــ ينقّبون المواقع بحثاً عن قطع أثرية تهرّب إلى خارج العراق. وتجدر الإشارة إلى أن سوريا هي الدولة الوحيدة التي أعادت إلى العراق قطعاً أثرية مسروقة من متحف بغداد كان موظفو الجمارك على الحدود قد صادروها. فيما تنفي بقيّة الدول الحدودية الأخرى مع العراق (إيران، تركيا، المملكة العربية السعودية، الأردن، الكويت) مرور قطع أثرية عبر حدودها.
مع العلم أن أكثر من 10 آلاف ختم أسطواني سُرقت من متحف بغداد ولم يُعرف مصيرها بعد. وتعدّ الأختام الأسطوانية من أهم القطع السومرية وأكثرها رغبة في الأسواق بسبب صغر حجمها (لا يتجاوز الختم العشرة سنتيمترات) وبسبب النقوش عليها التي غالباً ما تروي أساطير دينية أو ملكية.
وتجدر الإشارة إلى أن علماء الآثار المختصّين بالحضارات السومرية تأكّد لديهم هاجس آخر وهو أن القطع المسروقة من المتحف وتلك المكتشَفة على المواقع خلال السرقات «تختفي» داخل «سراديب» تجّار الآثار وأصحاب الملايين، ممّا ولّد لديهم شك في أن هناك أسواقاً «سرية» تولد. ويتزامن ذلك مع سعي دول الخليج إلى إنشاء متاحف آثار خاصة بها تنافس عبرها كبرى المتاحف العالمية.
ومع بلوغ التهريب حدّه الأقصى باحتمال تورّط بعض المسؤولين العراقيين في ذلك، من المرجّح أن تستمر تلك العمليات الى أجل غير مسمّى وتحت حماية وغطاء رسميين هذه المرّة!