خالد صاغية«لبنان هو الواجهة التي تعكس مبادئ العالم الغربي الحرّ في العالم العربي، لذلك هو يتعرّض للهجوم». بهذه العبارة، بدأ سمير جعجع الكلمة التي ألقاها في حفل أقيم في إحدى قاعات الكونغرس لمناسبة الذكرى الثالثة لـ«ثورة الأرز».
نحن ننتقل إذاً من الوطن ــ الدور، إلى الوطن ــ الرسالة، إلى الوطن ــ الواجهة. يحدث ذلك بتباهٍ منقطع النظير، وبادّعاء أدوار بطوليّة لا تلائم مجرمي الحروب عادة.
لكن، ماذا يريد أن يعرض السيّد جعجع في هذه الواجهة؟ مبادئ العالم الغربي الحرّ. ولمن يعرض هذه البضاعة؟ للعالم العربي. وعلى ما يبدو، ثمّة قوى مناهضة لـ«مبادئ العالم الغربي الحرّ» تريد تحطيم هذه الواجهة لتعرض بضاعة أخرى... يا عيب الشوم!
إنّنا أمام محاولة أخرى ــ ولا ندري ما هذه اللوثة التي أصابت الفريق الأكثري أخيراً ــ لقلب الصراع من صراع سياسي إلى صراع «ثقافي»! تصوّروا مثلاً أنّ المعارضة في لبنان لديها مشكلة مع مصطلح «حقوق الإنسان» أو مع مبادئ الثورة الفرنسيّة، وقرّرت لذلك اعتبار هذه الحكومة غير شرعيّة. وما مطالبتها بالشراكة اليوم إلا من أجل الانقضاض على هذه المفاهيم ومنع تصديرها إلى العالم العربي الغارق في الظلام لولا إشعاع النور الذي سيمدّه السيّد جعجع من معراب إلى مراكش.
نعم... ها هي مسارح تونس ومهرجانات القاهرة وأحزاب المغرب والأسواق الحرّة في الإمارات تنتظر بشغف سفينة أليسار. فهلمّي يا ثورة الأرز!