بيسان طيغرف التحادث نفسها منجم ذهب تتيح الاطلاع على الكثير من اهتمامات المتحادثين، ليتم في ما بعد تصنيف المعلومات وبيعها لمن يهمه الأمر . تعلو من فترة لأخرى أصوات المدافعين عن حقوق الإنسان مطالبين بعدم استغلال المعلومات الخاصة بمستخدم الإنترنت، لكن هذه الصرخات لا تجد آذاناً صاغية، وتعلن إدارات مواقع مهمة وشبكات اجتماعية أنها تحفظ المعلومات الخاصة بزائريها بعيداً من التداول، لكن باحثين أميركيين يشككون في صحة هذا الإعلان.
وأخيراً، نشر معهد «كوم سور» دراسة بشأن المعلومات التي جمعتها 15 شركة مواقع افتراضية. وجاء في الدراسة أن شركة «ياهوو» حلت في المرتبة الأولى، إذ جمعت في شهر كانون الأول الماضي 110 مليارات معلومة. ولفت معدو الدراسة إلى أن هذا الأمر يجعل نهم «مايكروسوفت» لشراء «ياهوو» أمراً مفهوماً، ونفهم أيضاً لماذا اشترت أمس شركة «AOL» شبكة «Bebo» على الإنترنت، التي تحل في المرتبة الثالثة في الولايات المتحدة بعد Facebook وMyspace.
من جهة أخرى، يبدو أن الأمر لن يقتصر على شاشات الكمبيوتر، فعدد من الشركات الأميركية المبتدئة start up تبدي رغبتها بإقامة شبكات اجتماعية (على نسق facebook) عبر الهاتف الخلوي، وستستفيد هذه الشركات بالتأكيد من انتشار الإنترنت على الخلوي. ومن المتوقع أن تتمكن بعض الشركات من تحقيق طموحها، هكذا سيصير المرء محاطاً بشركات الإعلانات، فإذا قال لحبيبته «أحبك» سيتلقى فور إنهاء المكالمة عروضاً من شركات الورود والبطاقات والمجوهرات والملابس.... عن آخر صيحات الموضة وأجمل الهدايا، وقد يُفاجأ بأن هذه الشركات تعرف مقاس حبيبته ولون عينيها والورود التي تحبها وكيفية اختيارها ملابسها، لأنها بكل بساطة اشترت المعلومات الخاصة بها من مواقع الإنترنت.
ولفتت صحيفة «لوموند» الفرنسية أخيراً إلى أن السلطات الأوروبية المهتمة بحماية الخصوصوية الفردية تدرس الملف، ولكن الصحيفة نفسها تساءلت كيف يمكن وضع حد لهذه الظاهرة، ما دامت شركات الإعلان تخدع أحياناً المستخدم نفسه وتغريه بعدد من العروضات، لكي تتعرف إلى خياراته وتخزّن لديها ما يدليه عن نفسه من معلومات.