خالد صاغيةقد نكون أمام فرصة لاتّفاق وشيك على تصحيح الأجور، بعد طول انتظار. لذا، يرجى من الأطراف السياسية كافة عدم التعجيل في مسعاهم للوصول إلى حلّ للأزمة السياسيّة. فإنّ حلّاً كهذا يمكن أن ينسف أيّ زيادة في الرواتب، وأيّ مكسب آخر لذوي الدخل المحدود.
فالفريقان السياسيّان المتنازعان أصحاب باع طويل في التوافق ضدّ مصلحة الفئات الشعبيّة. وإذا كان فريق بعينه قد انتدب نفسه للقيام بالمهمّات الوسخة، أي فرض السياسات الاقتصادية المنحازة طبقياً لمصلحة أصحاب رساميل بعينها، فإنّ فرقاء كثراً صفّقوا له، أو التزموا الصمت، راضين بتقسيم العمل الذي فرضه عليهم العرّاب السوري.
الجميع شركاء إذاً في تدنّي مستوى معيشة اللبنانيين، وإن كانت المسؤوليّات متفاوتة. الجميع شركاء في فرض النظام الضريبي المنحاز. الجميع شركاء في السياسات الماليّة التي تنهب المواطنين بشكل قانونيّ. الجميع شركاء في ضرب الحركة النقابيّة.
الفرصة الوحيدة أمام ما بقي من عمل نقابيّ هي في بقاء الاختلاف حادّاً بين الفريقين. فتتبنّى المعارضة الملفّ المعيشي كي تُحرج السلطة، وتعضّ السلطة على الجرح وتستجيب لبعض المطالب كي لا تعطي مكسباً للمعارضة.
في ظروف سياسيّة طبيعيّة، يفضّل فؤاد السنيورة أن يكسر يده قبل أن يوقّع على مكسب عمّالي.