تبيّن أن الأطفال والمراهقين الذين يتصفّحون شبكة الإنترنت هم هدف سهل لآلاف المواقع الإلكترونية التي تشجّعهم على تطوير اضطرابات غذائية قد تودي بحياتهم.إذ لفتت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية إلى وجود مواقع كثيرة تنشر صوراً لنساء نحيلات للغاية، إضافةً إلى معلومات عن كيفية تجويع النفس لمدة أيام، فيما يمكن المراهق إقناع أهله بأنه يأكل بشكل طبيعي.
وقد أُطلقت حملة لمواجهة هذه الظاهرة، التي تنتشر بسرعة كبيرة في بريطانيا من خلال موقع «يو تيوب» و«فايسبوك» و«ماي سبايس» ومئات المواقع الأخرى. وقال المسؤولون عن الحملة إن هذه المواقع شبيهة بتلك التي تدعو إلى الانتحار، وخصوصاً أنها تدعو المراهقين إلى «إقفال أفواههم ومِعَدهم».
ويقوم المروّجون لهذه الأمور بالتركيز على أن مرضَي البوليميا (الشراهة) وفقدان الشهية هما «خيار لنمط الحياة» وليسا مرضاً.
وأشارت «دايلي مايل» إلى أن على الإنترنت أفلام فيديو تتضمن عبارات مثل «40 سبباً لعدم تناول الطعام» و«كيف تصبح بوليمياً»، ويمكن النفاذ إليها بسهولة مطلقة. وتركّز هذه المواقع على المراهق ليزورها مراراً وتكراراً، حتى يتمكن من معرفة مدى تطوّره ونجاحه في فقدان الوزن، وتعطي نصائح مثل «أشعر بعظامك» و«ضع أصابعك حول خصرك» وغيرها الكثير.
يشار إلى أن عدد ضحايا هذه المواقع قد ارتفع 3 أضعاف خلال العقد الماضي في بريطانيا، والمراهقات هنّ المهددات أكثر من غيرهن.
وأشارت «دايلي مايل» إلى أن وزارة الداخلية البريطانية نشرت خلال الأسبوع الماضي خططاً من أجل قيام مواقع على الإنترنت بنشر إعلانات تحذّر من هذه الظاهرة، وتدعو الأطفال إلى الاتصال بالشرطة إذا أحسّوا بأن ثمة من يستغلهم.
ووزعت الوزارة دليلاً يحذر الأهل من المجموعات المؤيدة لمرض فقدان الشهية والانتحار، وخصوصاً أنه لا يمكن القيام بأي شيء لوقف هذه المواقع المسيئة.