قد يتخيّل الناظر إلى رجل وامرأة وهما جالسان يتسامران في جو من المودة في أحد الملاهي الليلية في طوكيو، أنهما عاشقان في موعد غرامي... لكن المظاهر تخدع العين أحياناً كثيرة، فبعض هذه اللقاءات ليس سوى جلسة عمل يقدم فيها الرجل إلى المرأة خدمات ترفيهية مقابل المال.بعض الموظفات الناجحات، انضممن أخيراً إلى قريناتهنّ المرفّهات من طبقة كبيرات الموظفات اليابانيات، وهؤلاء على استعداد لدفع مبلغ يراوح بين ألف دولار و50 ألف دولار في الليلة، من أجل رفقة رجل.
يتقابل «الطرفان» في المئات من النوادي الليلية المنتشرة في أرجاء طوكيو، لتبادل المجاملات فقط، وتدفع المرأة مقابل الحصول على «الزبون».
وقالت إحدى زبونات تلك النوادي لموقع «سي أن أن» الإلكتروني: «لا أرى غضاضة في أن تدفع المرأة مقابل أن يرفّه عنها رجل... فهذه خطوة أخرى نحو المساواة»، وتزخر نوادي طوكيو الليلية، في وقتنا الراهن، بسلالة جديدة من مقدّمي الترفيه ـــــ قد يطلق عليهم «رجال الغيشا».
هذه الظاهرة تمثّل انقلاباً مذهلاً على تقاليد دور الجنس، فقد اشتُهرت فتيات الغيشا بأدوارهن في تدليل عملائهن من الرجال.
يطلق رجال الغيشا على أنفسهم ألقاباً غريبة، أحدهم سمّى نفسه «أنا أجعل النساء سعيدات»، يقول: «أعطي النساء ما يفشل الرجال عادة عن تقديمه، وأقدّم إليهن الإطراءات على مظهرهن».
شركة «Air Group»، تمتلك سلسلة من النوادي المتخصصة في تقديم «رجال الغيشا»، ويلفت العاملون فيها إلى«تزايد أعداد النساء اليابانيات اللواتي يتقاضين دخلاً عالياً»، والراغبات في دخل مرتفع.
وقالت يوكو تاكياما (مديرة الشركة): «النساء اليابانيات يبذلن جهداً كبيراً في العمل ويجنين الكثير من المال، ويجدن في رجال الغيشا وسيلة للترفيه»، ووافقتها زميلتها الرأي قائلة: «إنها هدية إلى نفسي.. وأراها كإنفاق الأموال على الملابس أو للقيام برحلة».