strong>محمد محسنأطلقت وزارة الثقافة أخيراً «الأسبوع الوطني للمطالعة في لبنان» الذي يمتد من اليوم ولغاية 23 نيسان الجاري. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذه المناسبة: كيف حال المطالعة في لبنان؟ هل هناك مكتبات عامّة للقراءة في بيروت؟ أين؟ وهل من يقرأ...
العلاقة بين الإنسان والكتاب في لبنان يسودها الجفاء يوماً بعد يوم. مقولة نشأت جرّاء شحّ المكتبات العامة و دخول مؤثرات أخرى على خطّ تخصيص الوقت الكافي والمطلوب للقراءة. فبيروت الكبرى وضواحيها تضم سبع مكتبات عامة فقط. التوزيع الجغرافي لهذه المكتبات يغطي شكلياً بيروت المنقسمة على ذاتها. في بيروت الإدارية مكتبتان، الأولى في منطقة الباشورة تابعة لمؤسسة «السبيل» بعد توكيلها من جانب بلدية بيروت، و لها فرع آخر في منطقة الجعيتاوي. و الثانية في منطقة الرميل. الضاحية الجنوبية تضم أيضاً مكتبتين، هما مكتبة حارة حريك، ومكتبة «السيد محمد حسين فضل الله العامة» التابعة لـ«جمعية المبرات الخيرية». وهناك أنشطة أخرى في هذا الإطار ما زالت قيد العمل كمشاريع المكتبات النقّالة، ومشروع النهوض بالمكتبة العامة.
تبدو غالبية المكتبات العامة في بيروت عاجزة عن تلبية جميع خدمات الروّاد، فالهبات التي تتلقّاها من وزارتي الثقافة والتربية تكاد تكون شبيهة بالهبات الرمزية من باب رفع العتب. و من خلال الإحصاءات والجداول الخاصة بالمكتبات يظهر أن غالبية ما تتّكل عليه المكتبات العامة هو هبات من مؤسسات خارجية و منظمات دولية. أما المكتبات العامة التابعة لجهات غير حكومية، فهي تتّكل على مواردها الذاتية، إضافةً إلى التعاون مع مكتبات أو منظمات أخرى. هذا ما يؤكده مدير «مكتبة السيد فضل الله العامة» شفيق الموسوي، الذي «يعذر وزارة الثقافة على حجم مساعداتها الضئيلة»، نظراً «لحجم إمكاناتها المحدودة»، ويأمل أن تتحسّن الظروف. واللافت أن هذه المكتبة تخطّى عدد زوّارها أربعمئة ألف زائر في الـ2007، وذلك نظراً للموضوعات المتنوعة التي تغطيها، وهي الآن بصدد الانتهاء من مشروع مكتبة «المليون كتاب». مكتبتا الباشورة والجعيتاوي بدورهما تؤديان دوراً يمكن وصفه بالمميز، فهما إلى جانب خدمات المطالعة، نظّمتا العديد من النشاطات لكل الفئات العمرية، وخصوصاً أطفال المدارس. زوّار المكتبات العامة لا يجدون ضالّتهم في مكتبات البلديات. إذ لا يتجاوز عدد كتبها الألفي كتاب بشكل عام. أعمار الروّاد بحسب المديرين مختلفة، واللافت هو إقبال الأطفال وكبار السن خصوصاً. ويخصّص الروّاد أشهُر الصيف للمطالعة، فيما تخفّ وتيرتها في الشتاء لمصلحة الأعمال البحثية و الدراسة. أبحاث يتطلّب بعضها كتباً باهظة الثمن، ومصادر غير متوافرة في المكتبات الجامعية. يسعى المسؤولون عن هذه المكتبات إلى الحصول على المصادر القديمة و النادرة، التي يحتاج إليها الكثيرون. نظام الإعارة ما زال غير متوافر في جميع المكتبات العامة في بيروت. بعض المكتبات يعمل به، ويريح روّاده لجهة قيمة الاشتراك الرمزية. الملاحظة الجميلة التي تحدّث عنها المسؤولون عن المكتبات العامة هي أن الزوار ليسوا من لون واحد، ولم يتأثروا بالظروف السياسة. عسى أن تصل العدوى إلى جميع المرافق.