strong>ليال حدادلم يعد الأسبوع الوطني للمطالعة حكراً على المدارس والأطفال، إذ بدأ تقليد جديد يتسلّل إلى هذا النشاط الثقافي، من خلال قراءات «شعبية» للبالغين. في الأشرفية، وتحديداً في حديقة اليسوعية، جلست جمانة بحلق وحولها عدد قليل من النساء يستمعن إلى قراءاتها، عن جحا، وعن القرية اللبنانية، وأمثال سعيد فريحة. كيف يتغزّل الميكانيكي بحبيبته؟ سؤال طرحته بحلق على الحاضرات، ابتسمن دون إجابة، فبدأت حكايتها أو «نكتتها» كما أسمتها، مجيبة عن سؤالها «نظرات عيونك بتضرب بقلبي متل ما بيضرب الشاكوش على الرفراف، أنت الشاسي يلي بنيت عليه مستقبلي...». يجذب هذا الغزل أحد الرجال في الحديقة، فينضمّ إلى الجلسة، «رهيبة طريقة إلقائها للحكايا» يقول مبدياً إعجابه بقراءات بحلق «هيدي قصص حلو الواحد يسمعها».
تنتقل من النكت إلى الأمثال، لتعرّف الحاضرين على أصول الأمثال الشعبية المتداولة في لبنان، فتبدأ بمثل «يلي استحوا ماتوا» و «يلي بيمشي على الرعية، ما بيمشي على الخورية». يضحك الحاضرون بأعلى صوتهم، على المثل الأخير. من جهة ثانية تتحدّث بحلق عن شغفها بالكتب وبالقراءة، منذ عشرات السنين «كنت أنفق كل معاشي على الكتب، فالثقافة أكبر الثروات التي لا يستطيع أحد سرقتها من العقل». لا مشكلة لدى بحلق بعدد الحاضرين، فالمهمّ أن يتستمع الموجودون بقراءاتها «العام الماضي حضر أكثر من ثلاثين شخصاً، لأنهم سمعوني أقرأ كتابات عمر الزعني، وكان التفاعل كبيراً». تؤكّد بحلق أن ما تقوم به في الأسبوع الوطني للمطالعة، طيلة السنة في مكتبتي الباشورة واليسوعية العامتين، يهدف إلى جذب العالم للمطالعة، مشدّدة على «أن دورنا ينحصر في تحبيب الأطفال بالقراءة».