توفيت أول من أمس جيرمين تيليون (101 عام)، رائدة علم السلالات أو الاتنولوجيا والمقاومة الفرنسية التي كانت لها مواقف حازمة ضد الاستعمار والتعذيب في الجزائر، كما أعلن تزفيتان تودوروف رئيس «جمعية جيرمين تيليون» لوكالة فرانس برس. وكانت جيرمين تيليون أبعدت إلى رافنسبروك عام 1943، ونشرت أولى شهاداتها عن نظام الاعتقال في كتاب بعنوان «بحثاً عن الحقيقة» في عام 1946، أتبعته بـ«رافنسبروك» في 1973.وكانت معارضة شديدة لجميع الأنظمة التوتاليتارية، وأجرت تحقيقات عديدة عن جرائم الحرب الألمانية والمعسكرات السوفياتية (1951).
وقالت في آخر حياتها «إن ما ساعدني على التنور هو الاتنولوجيا. فهذا العلم جعلني منذ البداية أحترم ثقافة الآخرين».
وقد عملت في هذا المجال في الثلاثينيات في الجزائر، حيث أنشأت مراكز اجتماعية للريفيين المسلمين النازحين الذين نددت بـ«تشريدهم»، وحللت جوانب الخلل في المجتمع الاستعماري.
وأجرت تحقيقات عن التعذيب في مراكز الاعتقال.
وفي 1957 في خضم معركة الجزائر العاصمة، نجحت في الحصول على بضعة أسابيع من التهدئة، بعد لقاء سري مع قائد عسكري جزائري في منطقة العاصمة.
وقد نشرت جيرمين تيليون الحائزة جائزة «سينو دل دوكا» (1971) لكامل أعمالها، كتابين عن سيرتها الذاتية «رحلة الشر» (1997) و«كان ذات مرة الاتنولوجيا» (2000). أما أهم كتبها فكان «الحريم وأبناء العم» (1966) عن بحث عن الزواج من ذوي القربى للنساء في المغرب العربي، الذي عُدّ رائداً في هذا المجال.
وكانت من الفرنسيات اللواتي حصلن على أكبر عدد من الأوسمة، بحيث تقاسمت مع خمس نساء أخريات وسام الصليب الأكبر لجوقة الشرف. ونالت أيضاً ميدالية المقاومة.