خالد صاغيّة«هذا الأمر يجب أن يكون موضع ترحيب من جميع اللبنانيّين، لا أن يكون هناك اعتراض عليه، لأنّ الحريري يسعى دائماً إلى أن يسهم في التخفيف عن كاهل المواطنين من خلال تبرّعه من أمواله الخاصة في سبيل تنفيذ مشاريع اجتماعية وحكومية يستفيد منها جميع اللبنانيين». هذا الكلام هو للنائب سمير الجسر، ردّاً على كلام النائب ميشال عون عن دفع النائب سعد الدين الحريري أموالاً من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
إذاً، ها هو نائب من نوّاب الأمّة يدعو الشعب اللبناني إلى التحوّل إلى مهنة التسوّل، وأن يقضوا أيّامهم ولياليهم بتقبيل الأيادي وتوجيه الشكر، قبل التوجّه طبعاً إلى صناديق الاقتراع. وفي الصناديق، ينبغي إعادة انتخاب الذين لا يرون للدولة أصلاً أيّ دور في المشاريع التنمويّة، وفي تخفيف حدّة التفاوت الطبقي. وبعد انتخابهم، نقف على أبوابهم وننتظر صدقات من أموالهم الخاصّة، أو من أموال أسيادهم الخاصّة.
لا ينطبق هذا الكلام على النائب سعد الدين الحريري وحده. فمجلس النوّاب (والوزراء؟) بات مرتعاً لهذا الصنف من رجال الأعمال الذين كثيراً ما تنتشر صورهم في الأحياء الشعبيّة.
كان ينبغي لرجل حقوقي كالنائب الجسر أن ينبّهنا مرّة أخرى إلى أنّه ما من حقوق لنا كمواطنين، وأنّ جلّ ما علينا انتظاره فتات موائد الأسياد. ويا ليت الأسياد كانوا أسياداً.