خمس وخمسون فنانة تشكيلية عراقية من أجيال مختلفة اجتمعن معاً عبر لوحاتهن الفنّية للتأكيد على رفضهنّ الحصار وتشبّثهنّ بأرضهنّ ووطنهنّ... إذ استضافت بغداد السبت الماضي معرض «تشكيليات عراقيات» الأول من نوعه، الذي تقيمه جمعية التشكيليين العراقيين في بغداد، والذي ضمّ أعمال فنانات من مراحل تاريخية عدة في مقدمتهن الرائدات، الراحلة نزيهة سليم، ومديحة عمر ووداد الأورفلي.وقال الناقد عضو إدارة جمعية التشكيليين العراقيين صلاح عباس لوكالة «فرانس برس» إن «إقامة هذا المعرض بهذا الحجم اللافت من المشاركة تجعله خطوة مهمة على طريق الفن التشكيلي النسوي في العراق». وأضاف إن الأعمال المعروضة «تمثّل مداعبات للحياة المحاصرة بالدمار». وراوحت الأعمال المعروضة بين استلهام المعاناة الإنسانية من مآس وحزن في عدد من اللوحات وتوظيفها بطريقة مدهشة، والاهتمام الذهني لعدد كبير من الفنانات باستلهام روح بغداد القديمة والفولكلور العراقي. ويرى النقاد أن وداد الأورفلي المولودة في بغداد عام 1929 هي «سيدة الألوان والمآذن والقباب البغدادية». وقد دمّرت الحرب قاعة العرض التي كانت تملكها الأورفلي، في منطقة المنصور. وفي المعرض أيضاً، لوحة للفنانة العراقية الراحلة ليلى العطار، التي قضت عندما قصفت الطائرات الأميركية منزلها في عام 1993. وإلى جانب الرائدات، ضم المعرض تجارب لافتة لعدد من الفنانات اللواتي عبّرن عن إرادتهن في أن يكون لهنّ حضور واضح في الساحة التشكيلية النسوية مستقبلاً، من بينهن أنغام محمد جواد أموري وزينب الركابي ويسرى العبادي ولميعة الجواري... اللواتي أكّدن أن هذا المعرض «قد لا يمثّل انعطافة لنا، لكنه خطوة نوعية مضافة إلى مسار الفن التشكيلي النسوي».