strong>برلين ـ غسان أبو حمدطالب وزير داخلية ألمانيا الاتحادية وولفغانغ شويبله الشعب الألماني باليقظة والحيطة والحذر، ودعاه إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة والضرورية لمواجهة أي عمل إرهابي تحضّر له «المنظمات الإسلامية الإرهابية».
واستند شويبله في تحذيره إلى تقارير سرية ودراسات أمنية في وسائل المكافحة المطلوبة، بناءً على «تصورات أمنية فعّالة» أعدّها له الخبراء في وزارته، وعبر مراقبة سرّية دقيقة لاتصالات هاتفية لاسلكية هدفت جميعها إلى توجيه ضربات عسكرية لبعض المؤسسات العسكرية وبعض المواقع الموزّعة في المدن الألمانية.
وقال شويبله لصحيفة «بيلد أمزونتاغ»، إن «المعلومات المتوافرة لدي، تؤكد أن تنظيم القاعدة الإرهابي يحضّر لتوجيه ضربة للمؤسسات الألمانية العسكرية والمدنية وذلك انتقامياً من القرارات التي أصدرتها وزارة العدل الألمانية الاتحادية في جرائم ناتجة من مراقبتها لشبكات الإنترنت على الأراضي الألمانية».
وأضاف شويبله أنه يشك في أن «تكون نتائج المراقبة الأخيرة لشبكة الإنترنت مطابقة لما كان متوافراً من خطط إرهابية سبق للقاعدة أن أعدّتها قبل أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001، ووفّرتها معلوماتياً إلى خلية هامبورغ الإرهابية، التي كان يقودها محمد عطا». وشدّد شويبله على أن «الأجهزة الأمنية الألمانية تأكدت أخيراً من هذه المعلومات الخطيرة بعد مطابقتها لخطط إرهابية عثرت عليها في وقت لاحق، أثناء مراقبة شبكات الإنترنت على الأراضي الألمانية، بعد حصول وزارة الداخلية على ترخيص رسمي من وزارة الهاتف يتيح لها الدخول إلى شبكات الإنترنت والتنصّت على بعض الاتصالات السلكية واللاسلكية يقوم بها أشخاص أو مؤسسات يشتبه في ضلوعهم في تنفيذ أعمال معادية لألمانيا الاتحادية».
ودافع شويبله عن الرقابة الأمنية التي تجريها وزارته على الاتصالات، مشيراً إلى أن «جميع الخبراء الأمنيين في جميع أنحاء العالم يؤكدون أن قيادة القاعدة تستخدم الوسائل التقنية الحديثة». ورفض الاتهامات التي توجّه إلى وزارته بتعطيل الحريات الشخصية والعامة في البلاد بقوله: «إن وضع الخطوط السلكية واللاسلكية تحت مراقبة الأجهزة الأمنية الألمانية أنقذ حياة المواطنين الألمان من عشرات العمليات الإرهابية التي كانت تحضّر ضدهم خلال عام واحد».
وعن طريقة المراقبة وأسلوبها المعتمد في شبكات الإنترنت والهاتف المحمول، أكد الوزير الألماني أنه «أسلوب حديث ومتطور وليس موحّداً في جميع الدوائر الأمنية في العالم، وأن هذا الأسلوب ليس جامداً، بل هو يتطور تقنياً وبطريقة مختلفة تماماً عن الطريقة التي سمحت في مطلع القرن الحالي (2001) بالكشف عن خفايا عملية الحادي عشر من أيلول الشهيرة ومعرفة اسم منفّذها في حينه، وهو الطالب محمد عطا، وبالتالي أفراد العملية، من دون توقّع إمكان تنفيذها بالشكل الانتحاري العنيف الذي نُفّذت فيه».