هاني نعيم«تبرّع بدولار واحد لمشترك بشبكة mtc، بذلك تحافظ على حياتها الاجتماعية. شكراً».
عبارة مكتوبة بالإنكليزية، مرفقة برقم هاتفيّ، على ورقة معلّقة على اللوحة الخاصة بالإعلانات في مقهى «ة مربوطة» في منطقة الحمرا (بيروت). فمن هي تلك الفتاة؟ ولماذا وضعت إعلاناً كهذا؟
«كنت أريد إرسال sms لأحد الأصدقاء، لكنّ رصيدي بالخلوي لا يسمح لي بذلك» تقول إيمان، عندها طلبت من أحد العاملين في المقهى أن يرسل لها ولو دولاراً واحداً كي تقوم باتصالها، ولكنه كان أيضاً «مفلساً»، فمازحها واقترح عليها فكرة كتابة ورقة في المقهى تعلن فيها حاجتها إلى دولار، ولكنّها كانت أكثر جديّة في تصديق الفكرة، فقامت بالأمر.
«في الليلة الأولى، وصلني 3 دولارات، والثانية دولار واحد، والثالثة أيضاً» تقول إيمان، ولكن بعدها توقف «المحسنون المجهولون» عن التبرّع.
والدافع حدّدته إيمان مسبقاً «الحفاظ على حياتها الاجتماعية» والبقاء على التواصل مع الأصدقاء. وبعد نجاح تجربتها، طلب منها أصدقاؤها إضافة أرقامهم إلى جانب رقمها، فحالتهم مثلها أيضاً: أحوالهم المادية متردّية، و«يريدون البقاء على تواصل في ما بينهم».
«لا أخجل مما فعلت»، تستطرد إيمان مبتسمة، لكنّها مستعدّة لإزالة الإعلان إذا أبدى البعض انزعاجهم من الفكرة.