خضر سلامة«مرحباً بك في «ويكي الاقتباس» هذا المشروع المتعدّد اللغات يهدف إلى صنع موسوعة للاقتباسات والأقوال المشهورة..»
تلك هي العبارة التي تستقبلك عند دخولك الى الفرع العربي من الـ «wikiquote»، الموسوعة الحرّة لجمع الأقوال المأثورة لأعلام العلم والتاريخ والدين والفلسفة والرياضة بل وبعض الجمل والاقتباسات من الكتب والأفلام السينمائية أيضاً.. لكل شخصية من الخمسة عشر ألف الموجودة في النسخة الإنكليزية مثلاً، صفحتها الخاصة، مع نبذة مختصرة تعرّف بالشخصية ومن ثم الأهم، وما يمثّل هدف الموسوعة، مجموعة من أبرز ما قاله فلان وفلان، وغالباً مع مصدر القول وتاريخهويكي الاقتباس هو أحد مشاريع مؤسسة «ويكيميديا»، المشروع الأساس انطلق في 10 حزيران 2003 باللغة الإنكليزية، ومن ثم بدأ المسؤولون بإنشاء فروع الاقتباس بلغات أخرى، عدد اللغات الموجودة وصل مطلع الـ2008 إلى أكثر من 80 لغة، بينها أربعة عشر فرعاً لغوياً تجاوز الألف صفحة بمواضيعه، تتصدّرها اللغات الإنكليزية ومن ثم الألمانية، الإيطالية، البولندية، السلوفاكية، البرتغالية، الروسية، البلغارية والبوسنية، أمّا اللغة الفرنسية، فلا تزال تعاني مشكلاتها القانونية التي أوقفتها عن العمل لتعود إلى العمل من حوالى سنة ونصف سنة، واستطاعت خلالها الوصول إلى حدود الألف موضوع حالياً.
ومن بين اللغات الحاضرة في المشروع، اللغة العربية بفرعها الذي أنشئ في أيلول 2004، والذي لا يزال قاصراً ودون المستوى المطلوب، أو اللائق بتاريخ هذه اللغة وامتداداتها الحضارية والديموغرافية. كما يبدو المشروع العربي مقصّراً بحق الشخصيات التي تنتمي إليه، والتي يزخر بها تاريخ الحضارة العربية القريب والبعيد، بل وقد تجد أحياناً صفحات بلغات أخرى عن تلك الشخصيات، تحوي عدد اقتباسات أكبر من مثيلاتها بلغة الضاد، كصفحة جبران خليل جبران الإنكليزية الممتازة، التي تحوي حوالى مئة اقتباس تصنّف في ترتيب حسب الكتب والمصادر، وبتوثيق جاد وبصور وتواريخ، تقابلها الصفحة العربية التي تحوي ثلاثين اقتباساً مختصراً، غير موثّق، ولم يجرِ انتقاؤهم جيداً من الحقل الفكري الثمين للأديب اللبناني، وأيضاً، يحضر أدونيس ـ الشاعر السوري المعاصر ـ بصفحة خاصة به في الفرع الإنكليزي، ويغيب تماماً عن ويكي الاقتباس العربية. الصفحات العربية على ويكي الاقتباس حسب إحصاءات الموقع أقل من ثلاثمئة صفحة، معظمها ما زالت بانتظار موادّها أو تقتصر على أقوال لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، والصفحات الأغنى نسبياً تفتقر بشدة إلى المصادر والتوثيق والمهنية الموجودة في بعض اللغات الأخرى، ما يطرح جدياً تساؤلات عن دور المؤسسات الرسمية العربية، ومؤسسات المجتمع المدني والمنشآت التربوية واللغوية وغيابها عن ساحة التنافس الإلكتروني، ومسؤولية الأفراد والجماعات في تدعيم المراجع الإلكترونية، وفي تنظيم العمل لأجل إيجاد نافذة ثقافية تسمح للعربية بالدخول الجدي إلى العصر الإلكتروني بمتطلباته ووقوده التوثيقي المطلوب.