خالد صاغيّةيسعى بعض القادة العرب إلى إفشال القمّة العربيّة في دمشق عبر الإحجام عن الحضور. نستنتج من أقوالهم أنّهم يعتبرون عدم حضورهم القمّة إعلاناً لفشلها. لا يعني ذلك، وفقاً للمعادلات المنطقيّة، أنّ حضورهم القمّة يعني نجاحها. لكنّه يعني أنّ حضورهم شرط للنجاح. والقمم السابقة شاهدة على ذلك.
فمن دون حضور كلّ الرؤساء والملوك العرب، لا يمكن تقديم المزيد من التنازلات عن الحقوق العربيّة في فلسطين. ولن يكون سهلاً العمل على عزل البؤر المقاومة. ولن يكون سهلاً بعث رسائل حسن الجيرة إلى إسرائيل. ولن يكون سهلاً تقديم الاعتذار عمّا ارتكبته الشعوب العربيّة من مجازر بحقّ الصهاينة منذ عام 1948.
من دون حضور كلّ الرؤساء والملوك العرب، لن يكون سهلاً بثّ المزيد من التحريض الطائفيّ بين الشيعة والسنّة. لن يكون سهلاً استجداء بقاء الاحتلال الأميركي في العراق. لن يكون سهلاً طلب بناء المزيد من القواعد العسكريّة الغربيّة على امتداد العالم العربي.
من دون حضور كلّ الرؤساء والملوك العرب، لن يكون سهلاً تقبيل الأيدي وتبويس اللحى.
من دون حضور كلّ الرؤساء والملوك العرب، لن يكون سهلاً بثّ ثقافة الاعتدال الوهابي، وتعميم التفاهة في الإعلام، وفتح مزيد من السجون، والتفنّن في ابتكار أساليب التعذيب.
من دون حضور كلّ الرؤساء والملوك العرب، لن يكون المشهد مخزياً كفايةً. عليهم أن يحضروا جميعاً، فرداً فرداً، وأن نرى وجوههم تضحك، حتّى نتأكّد أنّ الأمّة بخير.