strong>رشا أبو زكيفي نهاية كل شهر، يتحلّق الجمهور في بيروت حول محمد دكروب، لاستعادة وجوه وحكايات ومحطات من النهضة العربيّة (المجهضة؟). اللقاء الأول مع الناقد والكاتب الشيوعي اللبناني، قبل أيام، في ضيافة «اتحاد الشباب الديموقراطي»، دار حول نشأته في مناخ من الازدهار الثقافي. روى دكروب بداياته، أواخر الأربعينيات، وكيف تعرّف إلى أشهر أدباء العصر. الفتى الهارب من المدرسة، اختبر مهناً عدة، لكنّ دكان السمكرية بقي في ذاكرته. كان يتحلق أمامه مع شبان من بينهم كريم مروة، يناقشون المجلات الثقافية العالمية، ويتحزّبون إلى عدد من الكتّاب. من طه حسين... إلى المفكر حسين مروة والكتّاب محمد عيتاني ورئيف خوري وألبير أديب الذي أطلقت مجلته «الأديب»، خلال الخمسينيات، الاتجاهات الحديثة في الشعر والقصة. وتوقف دكروب عند مجلة «العرفان» التي كانت منتشرة في الجنوب. واستعاد أيضاً جريدة «التلغراف» التي نشر فيها دكروب عدداً من مقالاته. ويذكر أن اغتيال صاحبها نسيب المتني، نقيب المحررين آنذاك، كان شرارة ثورة 1958 ضد عهد الرئيس كميل شمعون. وأمام دكان السمكري، كان دكروب وأصدقاؤه يحلمون بتحرير العالم العربي. وفكّروا في إنشاء منظمات سرية، واثقين بقدرتهم على تحرير فلسطين في يومين... ولهذا، اخترع دكروب مسدساً من التنك والشرائط المعدنية، وذهب مع أصدقائه إلى الشاطئ ليجرّبوه، فانفجر بين أيديهم!
صاحب «جذور السنديانة الحمراء»، سيعود في لقاءات شهريّة، يستضيفها مركز «اتحاد الشباب الديموقراطي»، ليتناول محطات في تاريخ الحداثة العربيّة. الجلسة المقبلة مخصصة لعميد الأدب العربي طه حسين. للاستعلام: 03,181585