رشا بو حيدر ــ عادل السلمانلن تنتهي مفاجآت الـ«فايس بوك» قريباً على ما يبدو، فبعدما أصبح الموقع الإلكتروني الحديث العهد الأكثر رواجاً في العالم، بدأت الابتكارات ووسائل كسب الأموال والتسلية تتهافت على. فإلى جانب مجموعات التحادث والتعارف التي استقطبت الملايين من مختلف بقاع الأرض، ها هي ألعاب التسلية تخترق «هدوء» المجموعات، وعلى رأسها: أكثر الألعاب إقبالاً اليوم ، وهي «البوكر». اللعبة اسمها، « تكساس هولدم». شركاء حقيقيون بالملايين يجتمعون على طاولات القمار يومياً وعلى مدار الساعة. آلاف «الغرف» تفتح، وكل غرفة عبارة عن طاولة تضمّ تسعة أشخاص. بإمكان المشترك إنشاء طاولة خاصة له وللأصدقاء، أو اللعب مع أفراد لا يعرفهم. مباريات حية والهدف واحد، الربح. وفي وقت قصير، أصبحت اللعبة الشغل الشاغل للجميع، حتى الصغار بينهم. هم أيضا، يراهنون، يربحون ويخسرون. باتت إدماناً، يمضي الفرد الساعات لجمع المبلغ الأعلى من المال، ثم يتفاخر بالألقاب التي يحصل عليها. وداخل الغرف تدور أحاديث جانبية على هامش اللعب الجدّي الحماسي. وهنا لم تغب السياسة عن لسان المقامرين. فما بالك إذا وُجد إسرائيلي على طاولة يلعب عليها شبّان لبنانيون! «لاه طلع إسرائيلي»، يقول عباّس. ثم يتّفق مع زميله داني للانتقام من «الصهيوني» و إخراجه من الغرفة. راوول الإسرائيلي، لم يفهم الحديث اللبناني الجاري بين الاثنين، فما كانت دقائق حتىّ خسر راوول رصيده كلّه. «حتّى في القمار فاشلين» يستهزئ عبّاس، فيردّ عليه راوول: «لن تربحونا في الحرب المقبلة».
أما في غرفة أخرى، فيتعرّف سمير من لبنان على سحر المصرية. يمدّها بالمال حتى لا تغادر اللعبة. تعبّر سحر لسمير عن حبّها للبنان ويبادلها الغزل المموّه بجوّ اللعب الحماسي، فتنشأ علاقة على وقع لمّ «الفيش» والخسارة والربح.
وما بدأ لعبةً مجانية على «الفايس بوك» تحوّل، في لبنان، إلى طريقة لكسب الأموال. إذ وجد أصحاب محالّ الإنترنت طريقة جديدة لزيادة أرباحهم، بحيث بدأوا يبيعون الأموال الوهمية التي يجمعها اللاعب من لعبة البوكر على «الفايس بوك» مقابل ربح ومدخول صافٍ لهم وللاعب. تستقر على واجهة إحدى محالّ الإنترنت في بيروت ورقة تحمل عرضاً «لبيع الأموال الوهمية مقابل أموال فعلية»، حيث إن أحد الأشخاص حصد 200 مليون دولار وهمية في لعبة Texas Hold Em’، وبالاشتراك مع ذلك المحل، عرض بيع كل مليون دولار وهمية مقابل 100 دولار فعلية، كل 100 ألف دولار وهمي مقابل 10 دولارات فعلية، وكل 10 آلاف دولار وهمية مقابل دولارين فعليين. وهكذا دخل هذا النوع من التجارة «شبه الوهمية» إلى السوق اللبنانية خارج إطار التبادل أو البيع الفردي الذي كان يتمّ سابقاً بين اللاعبين. فهل من يحدد خطوط الفصل بين الحقيقي والوهمي في هذه الحالة؟ من سيراقب هذه التجارة؟ وهل هي شرعية أصلاً؟