خالد صاغيةبما أنّ الكذب والتكاذب منتشران، لا بدّ من التحدّث بصدق وصراحة في الأوّل من نيسان:
أوّلاً، تبيّن أنّه منذ الاستقلال، يتمتّع لبنان حالياً بأفضل رئيس جمهوريّة. رئيس لا يرتشي، لا يزوّر انتخابات، لا يسخّر لخدمته أجهزة المخابرات، لا يشعل حرباً أهليّة، لا يرتهن للخارج، لا يؤلّف ميليشيات. وهو مدين بمركزه للبنانيّين كافّة ولسلوكهم السياسي. فضلاً عن ذلك، لم يأتِنا هذا الرئيس من خلفيّة عسكريّة، ولا من خلفيّة مدنيّة. إنّه فراغ، لا خلفيّة له إلا الطبيعة نفسها.
ثانياً، الشلل الموجود حالياً يوفّر أفضل الأجواء النفسيّة للّبنانيّين. فقبل سنوات، كانت كلّ زيادة في الدين العام تثير نقاشات طويلة وتوقّعات بتدنّي مستوى المعيشة والخراب الاقتصادي للبلاد. اليوم، وأمام الأهوال التي نعيشها، باتت الديون تتراكم ملياراً فوق مليار، من دون أن يستثير ذلك نقمة أحد.
ثالثاً، أثبت نزع صفة الشرعيّة عن الحكومة وإقفال المجلس النيابي فاعليّتهما. فليس بمقدور فؤاد السنيورة ممارسة هوايته المفضّلة في فرض ضرائب على الفقراء.
رابعاً، الظروف السريعة التي أُجريت فيها الانتخابات النيابية الأخيرة أفرزت لنا طقماً جديداً من النوّاب الذين يمكن التأكيد أنّهم من أظرف المجموعات التي شهدتها مجالسنا النيابية. وكلّما مرّ الوقت من دون أن يتدرّبوا على الحياة البرلمانيّة، ازداد ظُرفهم ظُرفاً.
خامساً، لم يؤثّر الوضع السياسي على السياحة. فـ«السيرك» المتنقّل من قريطم إلى الرابية إلى السرايا يجذب العديد من الباصات السياحيّة.