خالد صاغيّة
«إنّ الطريق صعبة بسبب المؤامرة التي تمنع إقامة دولة قانون».
صاحب هذه العبارة هو السيّد دوري شمعون. لكن يمكن نسبتها إلى جميع قادة ونوّاب ومخاتير 14 آذار. ذلك أنّ الشغل الشاغل لهؤلاء، كما بات معروفاً، هو «إقامة دولة القانون».
فمن دون القانون، لا يمكن الطائفية أن تنمو في توزيع المراكز والوظائف والمغانم.
ومن دون القانون، لا يمكن البكوات أن يحافظوا على ألقابهم البكويّة.
ومن دون القانون، لا يمكن إقرار سياسات اقتصادية واجتماعية تفقر معظم سكان البلاد.
ومن دون القانون، لا يمكن استملاك الأراضي لمصلحة الشركات العقارية الكبرى.
ومن دون القانون، لا يمكن المضاربين العقاريّين تحقيق أرباح خياليّة.
ومن دون القانون، لا يمكن المصارف أن تستولي «بالحلال» على أموال المواطنين.
ومن دون القانون، لا يمكن زعماء الطوائف أن يمعنوا فساداً في تقاسم الموازنة والاستدانة من أجل تقاسم الدين، قبل تقاسم الغنائم من فوائده.
ومن دون القانون، لا يمكن حيازة حصانة تعفيك من الخضوع للقانون.
الشغل الشاغل لقادة ونوّاب ومخاتير 14 آذار، كما بات معروفاً، هو «إقامة دولة القانون». تلك الدولة التي يحلمون بها منذ زمن... منذ أن أقاموا المآدب فوق جثّتها الراقدة بسلام الطوائف والنهب المنظّم.